وكالة النبأ للأخبار / جليل الغزي
بينما يبتسم فرحا ويصفق مع أقرانه ابتهاجا بحفل التخرج الذي إقامته جامعة بابل لدفعتها الـ" ٢٧" يقول كرار نمير "لقد حصلت على تعين في الشرطة " عبارة لم يستطع معها أن يخفي ملامح الحزن التي بدت واضحة على وجهه.
فالشاب العشريني استطاع أن يحصل على المركز الأول بين أقرانه للعام (٢٠١٧ - ٢٠١٨) في كلية العلوم الصرفة وبين في حديث لوكالة النبأ "لقد دخلت الكلية عن رغبة وحب لهذا النوع من العلوم حتى اني استطعت أن احقق المركز الاول على الكلية".
واضاف "لقد سارعت بالتقديم على سلك الشرطة بعيدا عن اختصاصي لأني متيقن أن الحصول على فرصة عمل في دوائر الدولة بات مستحيلا إضافة إلى القطاع الخاص الذي يعاني هو الآخر من موت سريري".
وهكذا ينظم كرار مع أقرانه وهم يتراقصون على أنغام حفلة التخرج التي أقامتها جامعة بابل لخمسة آلاف طالب كانوا قد أنهوا دراستهم الجامعية العام الماضي.
خمسة آلاف طالب غالبيتهم إن لم يكن جميعهم سيلتحقون رقما جديد مع جيوش العاطلين عن العمل الذين يشكل الخريجون النسبة الكبيرة منهم.
فالخريجون الاوائل قتلت آمالهم ايضا بقرار وزارة التعليم العالي الخاص بعدم شمولهم بالتعيين المركزي ضمن الكليات التي تخرجوا منها، وهكذا تذهب احلام هذه الشريحة من الطلبة ادراج القرارات غير المدروسة التي تصدر من بعض الوزارات.
ويتساءل الخريج منير كاظم باستغراب "هل من المعقول أن أحصل على المركز الأول في كلية هندسة الحاسبات لابقى جليس البيت؟ فلا الجامعة تقبلني كتدريسي فيها ولا وظيفة حكومية وليس لدي المال الكافي لأبدأ بمشروع خاص !!"
وهكذا أساتذة الجامعة ايضا اختلطت لديهم مشاعر الفرح والحزن معا، فالفرح برؤية ثمار تعليمهم قطفت يانعة خاصة وأن هذه الدورة حضيت بأساليب تدريس اكثر تطورا من غيرها من الدورات السابقة".
لكن الحزن على ما يبدوا اعمق في نفوس الأساتذة فالدكتور محمد الربيعي عميد كلية التربية الاساسية بالجامعة يقول "يوجد الكثير من الطلبة الخريجين في هذه الدفعة ممن لديهم الإمكانيات المتاحة للنجاح في الإدارة والابتكار في شتى ميادين العمل الوظيفي"، واضاف "أن أهمالهم يجعل منهم أشخاص بلا جدوى وربما يمهد الطريق أمام استغلالهم بشكل سلبي".
وهكذا يبقى الأمر على عاتق الحكومة العراقية في إعادة النظر بمجمل التشريعات المتعلقة بالجانب الاقتصادي لضمان توفير فرص عمل للخريجين.انتهى/س
اضف تعليق