كربلاء/ عدي الحاج
تُعد ظاهرة التسوّل إحدى أبرز الأمراض الإجتماعية المُنتشرة التي لا يخلو منها مجتمع حول العالم فقير كان أو غني.
يستخدم ممتهنوها أشكالاً مختلفة للقيام بالتسوّل ويتّخذون كثيراً من الطرق والحيل للحصول على المال ويتفنّنون في ذلك.
زحمة المرور والأسواق وأزقّتها والمستشفيات ودور العبادة وأماكن أخرى تُعد فرصة ذهبية لممارسة أساليبهم.
أسباب عديدة ومختلفة
يقول رجل الدين الشيخ نزار التميمي، أنّ "من أسباب التسوّل هو ضعف التوكّل على الله والثّقة برزقه، وإزدياد الفقر وإنتشاره ليشمل أعداداً أكبر في المجتمعات، وإزدياد نسب البطالة لدى الشباب، وتفضيل بعض الناس الراحة والكسل على العمل والنشاط ممّا يدعوهم للتسوّل بإعتباره حرفة مريحة ومجدية.
ويضيف في حديث لوكالة النبأ للأخبار، "كذلك تراجع الدور الإجتماعي بين الناس في المجتمع، وغياب الشعور بالعدالة الإجتماعية، وتشجيع بعض الناس للمتسوّلين، إذ يغلبهم شعور الرأفة والعطف فيُعطون دون تردّد ظنّاً منهم أنّ ذلك تطبيق لقول الله تعالى: (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ)".
صعوبة مكافحة ظاهرة التسوّل
ويتساءل الناشط المدني رضا الكربلائي، أنّه "رغم الإعتراف بصعوبة مكافحة ظاهرة التسوّل وتضخّمها من قبل وزارة العمل والشؤون الإجتماعية العراقية، هناك برنامجاً يسمّى (الإعانات النقدية المشروطة بالصحة والتعليم) نفّذته وطبّقته الوزارة منذ سنوات في منطقة واحدة حينها في العاصمة بغداد، حيث يمنح هذا البرنامج معونات مالية للعائلات الفقيرة المشمولة بالحماية الإجتماعية مقابل إرسال أطفالها الى المدارس ورعايتهم، وهذا ما يحد بالكثير من عمالة الأطفال وتسوّلهم في الطرقات وغيرها، أين أصبح هذا البرنامج اليوم؟".
وكانت قيادة شرطة محافظة كربلاء والمنشآت، كشفت اليوم الإثنين 19 تشرين الثاني 2018، عن الإحصائية التي نفّذتها مفارز قسم شرطة الأحداث خلال الأيام الماضية والتي تمكّنت من خلالها القيام بنشاطات مختلفة أثمرت بـ "إلقاء القبض على 67 متسوّلاّ من الأطفال الأحداث وعدد من النساء وآخرين بالغين السن القانوني.
خلاصة القول
يكمن دور المواطنين في التأكّد من حاجة الشخص المتسوّل وتوجيهه نحو المنافذ والمصادر الممكنة التي تلبّي حاجته من ناحية وتحفظ له كرامته وإنسانيته من ناحية أخرى، بالإضافة الى ضرورة التبرّع بالأموال والملابس والأغذية للحد من ظاهرة التسوّل، كما يُمكن لجهات المجتمع المدني والمؤسسات الخيرية أن تقوم بدور في هذا المجال، وأن يتعاون الجميع من الجهات الحكومية من أجل القضاء على هذه الظاهرة الغير حضارية والمزعجة في ذات الوقت.
اضف تعليق