اوضح تقريرا مفصلا عن مدى استماتة البعثيين من بعد 2003 وتماهي مواقفهم مع مواقف السعودية في القضايا التي تتعلق بالوضع الاقليمي للمنطقة في حين كانوا اشد المعارضين لمنهجية السلطة السعودية وبعيدين كل البعد عن ايديلوجيتها قبل هذا التاريخ.
كشف اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، مواقف منحازة من قبل بعثيي العراق تجاه السعودية بشكل لافت، واستماتتهم في الدفاع عن الموقف الرسمي السعودي، على الرغم من عدائهم الشديد للرياض في عهد المقبور صدام حسين، واتهامها بالمشاركة في إسقاط حكمه.
تحوّل مواقف بعض أجنحة البعث العراقي من عداء السعودية ومهاجمتها بشدة إلى التحالف معها والدفاع عنها باستماتة أثار جملة من التساؤلات حول سر ذلك التحول، وانتقالهم من دائرة الأعداء إلى مربع الأصدقاء.
ويُرجع خبراء في الشأن العراقي أسباب ذلك التحول إلى جملة من المعطيات الواقعية التي دفعت كثيرا من بعثيي العراق للانفتاح على السعودية، والدفاع عنها وعن سياساتها، باعتبارها القوة الإقليمية القادرة على مواجهة عدوهم اللدود إيران.
انقسامات بعد السقوط
ووفقا للباحث والمحلل السياسي العراقي، هشام الهاشمي فإن "حزب البعث بعد عام 2003 انقسم إلى أربعة أجنحة، الأول والثاني في العراق وهما جناح عزت الدوري، وجناح عبد الباقي السعدون، وجناح ثالث مرتبط بسوريا وهو جناح يونس الأحمد وفوزي مطلق الرواي، والرابع جناح الشتات وهم الذي انتشروا في البلدان العربية والأوروبية وبقوا متعاطفين مع القومية العربية".
وأضاف في تصريحاته لـ"عربي21": "حزب البعث بصفة عامة، بجناحيه في الداخل هما مع التصالح مع العمق العربي، ضد إيران منذ عام 2006، وكذلك جناح الشتات، باستثناء جناح سورية فموقفه يتماهى تماما مع موقف النظام السوري".
من جانبه أوضح سياسي عراقي فضل عدم ذكر اسمه، أن مواقف بعثيي العراق تجاه السعودية تبدلت في سنوات ما بعد الاحتلال لظهور الدور الإيراني الذي بات يستفز غالب العرب، خاصة السنة منهم بشكل سافر، لأن المعركة أصبحت معركة طائفية بامتياز".
وأردف قائلا، "إن معطيات مع بعد احتلال عراق، التي مكنت إيران من التحكم في كثير من مفاصل الدولة العراقية، دفعت البعثيين للذهاب باتجاه السعودية، وباتت مواقفهم تتماشى مع مواقفها باعتبارها الند الحقيقي الذي يقف بوجه إيران في المنطقة".
وأكد السياسي "موقف بعثيي العراق المؤيد للسعودية والمدافع عن سياساتها حاليا، لا يعدو أن يكون من قبيل (عدو عدوي صديقي) مع ما بينهما من خلافات في الفكر والأيدلوجيا".
اضف تعليق