تعود الحركة التجارية في سوق السمك في بابل شيئا فشيئا بعد توقف دام لأكثر من شهرين بسبب أزمة نفوق الآف الأطنان من الأسماك في مناطق شمال بابل على وجه التحديد.
فالأزمة اضرت بالباعة والمربين على حد سواء وكلفت بعضهم خسائر مالية فادحة ما دفع بعضهم الى الاقتراض من المصارف الأهلية لسد ما بذمته من ديون.
ويقول كريم الخفاجي: "صاحب محال بيع الأسماك في الحلة "بدأت أسواق السمك تشهد حركة بيع وشراء لابأس بها بعد ان بدأ المواطنون يقبلون من جديد على شراء الأسماك خاصة وان اسعارها حتى هذه اللحظة لم تكن تسجل ارتفاعا في البيع".
ويعتقد انه "في قادم الأيام ستبدا أسعار السمك ترتفع الى ضعف ماكان عليه بسبب شحته في الأقفاص بعد ان تعرضت للهلاك بشكل شبه كامل اذ لم يتبقى سوى بعض البحيرات البعيدة عن الأنهار والتي لم تتعرض الى الإصابة"، لافتا الى ان "هذه لن تغطي حاجة السوق من الأسماك إطلاقا".
مواطنون في بابل اكدوا لوكالة النبأ انهم "بدؤا يقبلون على شراء السمك مرة اخرى كعادتهم في كل يوم جمعة حيث تشهد أسواق السمك اقبالا كبير جدا وفق عادات وتقاليد اجتماعية".
ويشعر المواطنون باطمئنان ازاء تناول السمك وخلوه تماما من اَي اصابة بالأمراض اضافة الى رخص سعره الذي يشجعهم على شراءه بكميات كبيرة.
وتشير المصادر الى ان بابل بدأت تشكل ما نسبته ٣٠٪ من مجمل انتاج الأسماك في البلاد قبل ان تتعرض الى الإصابة حيث بلغت كمية الأسماك التي نفقت ١٥٠ الف طن وهو ما يشكل الاكتفاء الذاتي من الأسماك في بابل.
ويرى الحاج خضير العماري "صاحب مجموعة من أقفاص تربية الأسماك ان "قضية اصابة الأسماك حدثت بفعل بفاعل اذ انها حدثت بمجرد أعلنت وزارة الزراعة بلوغ مرحلة الاكتفاء الذاتي بقطاع الأسماك"، مؤكدا ان "الإصابة تمركزت في الجانب الشمالي من قضاء المسيب فيما لم يتعرض الجانب الجنوبي من النهر الى اَي اصابة وهو ما يؤكد ان الإصابة لم تكن مطابقة للأسباب التي ذكرتها وزارة الزراعة أو الصحة".
وتابع العماري "انا اعمل في الأسماك منذ ٤٠ عاما مع والدي ولم يسجل قطاع السمك اَي اصابة من هذا النوع ومثلما حدث هذه المرة"، مبينا ان "الحادثة كانت مفتعلة وهدفها سحق المنتوج الوطني وفسح المجال امام المنتج المستورد".
واكدت منظمة الصحة العالمية ان الفحوص المختبرية التي أجريت على عينات من المياه في المختبر المرجعي في عمّان في للكشف عن سبب نفوق الأسماك في نهر الفرات اظهرت أن المياه ملوثة بمحتوى عال من القولونيات والمعادن الثقيلة وتركيز عال من الأمونيا.انتهى/س
اضف تعليق