في وضع يعيد إلى الذاكرة بداية التهجير الذي تعرض له العراقيون عند دخول تنظيم "داعش" الإرهابي في يونيو/حزيران 2014، يتجدد المشهد في عدد من مناطق البلاد التي اجتاحتها السيول، وانهارت بسببها عشرات المنازل، وافترشت العوائل العراء بعد فقدان منازلها.
ونقلت صحيفة "العربي الجديد"، عن المسؤول المحلي في محافظة صلاح الدين، عبد الرزاق الجبوري إنّ "السيول التي اجتاحت المحافظة مطلع الأسبوع الجاري، وخاصة بلدة الشرقاط، تسببت بأضرار كبيرة جدا للبلدة"، مبينا أنّ "عشرات المنازل انهارت من جراء تلك السيول".
وأضاف، أنّ "الناجين من أصحاب تلك المنازل وجدوا أنفسهم بلا مأوى، وهربوا من مناطقهم التي ما زال بعضها مغطى بالمياه"، لافتاً إلى أنّ "الموقف الحكومي ضعيف للغاية، فلم يقدم أي دعم لتلك العوائل، التي تمكن بعضها من اللجوء إلى أقاربهم، والسكن معهم في منازلهم، بينما بقيت عشرات العوائل في العراء". وقال المسؤول العراقي إن "الموقف الإنساني صعب للغاية، وعلى الجهات المسؤولة أن تقوم بواجبها إزاء هذه الأزمة الإنسانية".
وتؤكد عوائل متضررة من السيول، أنّها تعيش حالة نزوح جديدة اليوم لا تختلف عمّا عاشته خلال فترة "داعش".
وقال أبو مريم (41 عاما): "ذقنا ألم ومرارة النزوح عام 2014، واليوم نذوقها من جديد، فالسيول هدمت منازلنا كما هدمها داعش"، مبينا "لم تعوضنا الحكومة بأي شيء عن فترة النزوح، ولا عن تهديم داعش لمنازلنا، واليوم لم تعوضنا عن السيول".
وأكد "نحن اليوم نفترش العراء، ولا أحد يسأل عنا من الحكومة ومن الجهات المسؤولة، ونحن لم نناشدهم فهم بنظرنا أموات لا يقومون بمسؤولياتهم تجاه الشعب"، مطالبا بـ"دور لمنظمات حقوق الإنسان المدنية والعالمية، لدعم العوائل التي أغرقت منازلها السيول في المحافظات".
واجتاحت موجة من السيول، خلال الأسبوع الجاري، عددا من المحافظات العراقية منها الموصل والشرقاط بمحافظة صلاح الدين، والبصرة وميسان.
وأرسلت منظمة الصحة العالمية بعثة عاجلة إلى مخيمات القيارة وجدعة للنازحين في محافظة نينوى، لتقييم الوضع الصحي للسكان المتضررين من الأمطار الغزيرة التي تسببت في حدوث فيضانات مفاجئة في عدد من المخيمات في المحافظة.
وذكر بيان للبعثة الأممية في العراق في بيان صحافي، أن السيول تسببت بفقدان عشرات الآلاف من الأسر لجميع ممتلكاتها، وأصبحت بحاجة ماسة إلى تدخلات عاجلة لتأمين الغذاء ومياه الشرب والأدوية ومستلزمات النظافة".
وأضاف "تم الإبلاغ عن زيادة طفيفة في عدد الحالات المصابة بعدوى الجهاز التنفسي العلوي في المخيمات التي زارتها البعثة، وتم الطلب من شركاء الصحة في تلك المناطق مراقبة الوضع والإبلاغ فوراً عن أي تغيير في اتجاهات الأمراض المعدية من خلال نظام شبكة الإنذار المبكر والاستجابة الخاص بمنظمة الصحة العالمية (EWARN)".
وقال الدكتور أدهم رشاد، ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق بالوكالة: "تم إيصال شحنة من البطانيات إلى مخيمات النازحين في القيارة، كما أن إمدادات طبية ومجموعات مستلزمات صحية، وسيارات إسعاف في طريقها إلى مناطق متضررة بشدة في مختلف المحافظات".انتهى/و
اضف تعليق