بغداد – سوزان الشمري
للشتاء نكهته الخاصة في اغلب دول العالم ولو تطرقنا لعالمنا العربي ومجتمعنا العراقي، فأن أجواءه تصنف بالمميزة بداً من الاستعدادات له في تنصيب المدافأت، وفرش الأرضيات بالسجاد حتى أجواءه العائلية واكلاته الخاصة.
(اللبلبي، والباقلاء، والعدس، والذرة، والشلغم)، ابرز معالم الشتاء عند العراقيين فلا يكاد يخلو إي سوق أو شارع من عربة تبتاع تلك الأكلات المصنفة بالشتوية والتي تجذب متذوقيها برائحتها الشهية.
في الباب الشرقي مركز العاصمة بغداد يتجمع شباب وفتيات، صغار وكبار، على اختلاف مستوياتهم حول عربة (اللبلبي) الخاصة بالحاج أبو محمد.
أبو محمد خمسيني اعتاد على مدى ثلاثين عام مضت على بيع البلبي والباقلاء، والشلغم في موسم الشتاء، وقد أجاد طبخها بطريقة محترفة تجذب كل من مر على طرقات الباب الشرقي.
يؤكد أبو محمد أنّ "أكلة الباقلاء، واللبلبي من أشهر الأكلات الشتوية في العراق لا يستغني عنها إذ تمنحهم الدفء والفيتامينات والأملاح في الوقت ذاته".
وعن سر مذاق ما يبتاعه يقول: احرص على تنقيع الباقلاء، والحمص ليلا وابدأ مع بداية الفجر بوضعها على نار هادئة اتركها حتى تنضج مع توابل معينة أعتدت على مدى ثلاثون عاما على استخدمها وهي ما جذبت الناس على تحديد الآكل من عربتي، التي توسعت لمطعم صغير متخصص بوجبة الإفطار الشتوي".
ويضيف لديّ "زبائن ينتظرونني بفارغ الصبر يومياً، استنفذ كمية البلبي، والباقلاء يومياً بحدود الساعة التاسعة", والكثير من الزبائن يحرص على أكل (تشريب الباقلاء مع البيض والدهن الحر)، من مطعم الحاج أبو محمد.
اللبلبي من الأكلات التي يقبل عليها العراقيون في الشتاء، وهي عبارة عن "حبّات الحمص المسلوق التي تُضاف إليها أنواع خاصة من البهارات". حيث يتجول باعة اللبلبي بعرباتهم الخشبية منذ الصباح، مع انتشار الناس في الأسواق والشوارع، مع نغمة ثابتة "لبلبي لبلبي". فيتجمّع الناس حول عربته لتناول صحن الحمّص المسلوق.
النسكافيا او الكباتشينو من أفضل المشروبات التي تواجه إقبال منطق النظير من قبل الشباب على وجه الخصوص عند مقهى رضا بن علوان في منطقة الكرادة، وجه الكثير المثقفين وهواه التجمع الثقافي والإعلامي.
يقول مروان علي، وهو طالب جامعي انه "يحضر مبكراً قبل بداية دوامه الجامعي لشرب النسكافيه والقهوة من رضا علوان اذ أنها تكسبه الطاقة والحيوية والدفء والنشاط وتحسن مزاجه الدراسي".
ولا ننسى أهمية السحلب والذي يعد من المشروبات الشتوية التي يكثر بائعيها في الشوارع والأسواق.
وعلى بعد خطوات من مقهى رضا علوان الصباحية يجتهد أبو فراس السوداني الجنسية بإعداد وجبة (الشلغم) او الشونذر بطريقة عراقية بحته تجذب راحته كل من مر من أمام عربته التي تطرب على أنغام فيروز الصباح بأغنية (رجعة الشتوية)، حيث يتميز أبو فراس بطهيها بطريقة لذيذة جدا".
ولا يقتصر أجواء الأكلات في شوارع العاصمة بغداد أو في أي محافظة عراقية من شمله لأقصى جنوبه، بل تجتهد ربات الأسر بإعداد وجبات شتوية من شأنها ان تبعث على الدفء ومواجه برد الشتاء وأجواءه التي غالبا من تكون جامعة لشمل الإفراد.
بالإضافة الى ما تم التطرق إليه من أكلات شتوية هناك شوربة العدس والذرة المشوية التي تجمع إفراد الأسرة حول المدفأ والبلوط وكذلك وجبات الدبس والراشي وشوربة الخضار.
اذ تكثر على المائدة العراقية الأطباق التي تخصص للشتاء البارد. وهذه الأطعمة التي غالباً ما تقدّم ساخنة، من شأنها أن تساهم في تدفئة الأجسام التي تشكو من انخفاض درجات حرارة هذا الموسم.
اضف تعليق