يقضي الحاج ابو ليث " ٦٠ عاما" معظم وقته في ورشة صناعة الفخار التي اتخذ لها مقرا في أحد الاماكن الواقعة خارج مدينة الحلة، فالرجل يقضي اجمل أوقاته وهو يمارس مهنته القديمة التي ورثها عن آبائه قديما.
ويقول الرجل الستيني "لقد عملت في صناعة الفخار مع والدي منذ أكثر من ٤٠ عاما ومازلت مستمر بها كونها أصبحت جزءا من شخصيتي أمارسها بشغف بعيدا عن كونها مصدر رزقي".
فصناعة الفخار تعيد إلى الأذهان واقع الحياة قديما في مدينة الحلة إذ كانت العوائل تستخدم مختلف الأواني الفخارية لتبريد المياه وتخزين بعض الأغذية كالطرشي والدبس والتمور وغيرها.
ويضيف ابو ليث "مازلنا نواصل العمل في صناعة الفخار وسنبقى نواصل العمل لتبقى تلك المهنة على قيد الحياة واكثر ما نقوم بصناعته هي البستوكة التي تستخدم في صناعة الطرشي بالإضافة إلى النوروزية التي يقبل الناس على شرائها في اعياد نوروز وكذلك السندانة التي تستخدم في زراعة أشجار الزينة في المنازل وبعض التحفيات ذات الطابع الشعبي القديم".
ويصنع ابو ليث أدواته الفخارية بمعية اثنين من العاملين معه باستخدام الطين الاحمر او ما يسمى بالطين الحر الذي يستخرج من قعر النهر ويصفى من الشوائب ويضاف له قصب البردي ليكون متماسكا.
ويقول أحمد الخفاجي "٣٣" عاما "نعمل على مزج الطين جيدا من خلال سحقه لأكثر من ٤ ساعات متواصلة بالاقدام وبعد صناعة الفخاريات تترك ليوم كامل ومن ثم توضع في فرن حراري بدائي لتصهر جيدا وتكون مقاومة للكسر".
فما يصنعه" ابو ليث" في ورشته التراثية من أدوات فخارية يقوم بعرضها في محله الصغير الواقع في سوق الجبل وسط الحلة إذ يعد منفذه الوحيد لتصريف بضاعته حسبما يقول، لكنه شكى من ضعف الإقبال على الأواني الفخارية كما كان في السابق.انتهى/س
وكالة النبأ للأخبار/ جليل الغزي
اضف تعليق