سوزان الشمري
في زيارة غير معلنة، وصل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى العراق، حيث التقى القوات الأمريكية بمناسبة عيد الميلاد، وهي أول زيارة له لمنطقة صراعات بعد عامين تقريبا من رئاسته، وعقب أيام من الإعلان عن سحب القوات الأمريكية من سوريا.
وهبطت طائرة الرئاسة الأمريكية في قاعدة الأسد الجوية غربي بغداد، بعد رحلة استمرت طوال الليل من واشنطن، ومع زوجته ميلانيا ترامب ومجموعة من المساعدين ومسؤولين بجهاز أمن الرئاسة وعدد من الصحفيين.
ترامب لم يلتقي بأي مسؤول عراقي فيما غرد عدد من السياسين بتغريدات رافضة لسرية الزيارة البوليسية كما وصفت اثارت ردود افعال شعبية وسياسية اتهمت الادارة الامريكية بانتهاك السيادة العراقية فيما طالب سياسين الحكومة ببيان رايها في الزيارة الغير معلنة سياسيا.
تبريرات حكومية
الزيارة التي اثارت ردود افعال وجهت لرئيس الحكومة عبد عبد المهدي برر مكتب رئيس الورزاء بوجود اعلام مسبق بالزيارة السرية اذ اصدر مكتب رئیس الوزراء عادل عبد المهدی بيان اكد فيه ان "السلطات الامیركیة اعلمت السلطات العراقیة بزیارة الرئیس الامریكی دونالد ترامب للعراق"، مشیرا الي ان ترامب وجه دعوة لعبد المهدی لزیارة واشنطن.
البيان كشف عن وجود تباين في وجهات النظر بين ترامب وعبد المهدي لسرية الزيارة اذ بين ان "رئیس الوزراء عادل عبد المهدی رفض لقاء الرئیس الامریكی دونالد ترامب فی قاعدة عین الاسد بالانبار"، مشیرا الي ان "عبد المهدی اعتبر ان ذلك مخالف للاعراف الدبلوماسیة".
واضاف البيان ان "عبد المهدی ابلغ ترامب ان هذا التصرف لا یصب بمصلحة العلاقات الثنائیة بین البلدین الصدیقین"، مشیرا الي ان "ترامب عبر من جانبه بمكالمة هاتفیة مع عبد المهدي عن اسفه للخوف الذی احاطه به فریقه الرئاسي في البیت الابیض".
وتابع انه "وعد بزیارة العراق بمناسبة أخرى"، لافتا الى ان "ترامب وجه دعوة رسمیة لعبد المهدی لزیارة البیت الابیض".
الرفض السياسي للزيارة المثيرة للجدل والتي تتزامن مع انسحاب القوات الامريكية من سوريا ،وتصريحات ترامب حول إمكانية استخدام العراق قاعدة لعمليات قواته على سوريا.
جلسة برلمانية طارئة
اذ أصدرت كتلة الإصلاح والإعمار في مجلس النواب بيانا استنكرت فيه الزيارة، وقالت: "الانتهاك الصارخ لرئيس أمريكا ترامب لسيادة العراق ودخوله إلى قاعدة عين الأسد في الأنبار، وكأن البلاد ولاية من ولاياته، دون أي احترام لسيادة الدول، أصبح عقد جلسة طارئ لمجلس النواب أمرا محتما لبحث هذا الانتهاك".
وأضافت: "يجب إيقاف هذه التصرفات الهوجاء من ترامب، الذي يجب أن يعرف حدوده، فإن الاحتلال الأمريكي للعراق انتهى ويجب أن يحضر لهذه الجلسة الطارئة لمجلس النواب رئيس الحكومة عادل عبد المهدي بصفته القائد العام للقوات المسلحة ووزير الخارجية محمد علي الحكيم ورئيس أركان الجيش بالوكالة عثمان الغانمي لبحث موضوع تمركز القوات الأمريكية في العراق والقواعد العسكرية الأمريكية".
وشددت الكتلة النيابية، في بيانها على أن "انسحاب القوات الأمريكية من سوريا ليس مسوغا أو مبررا لبقاء القوات الأمريكية في العراق وجعله قاعدة تابعة لها في المنطقة والشرق الأوسط".
من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة "عصائب أهل الحق"، محمود الربيعي: إن "دخول ترامب للعراق بهذه الطريقة دليل على استهتار أمريكا باستقلال وسيادة وهيبة الدولة، وهو ما يدعوننا للتأكيد على ضرورة الإسراع بإقرار قانون إخراج جميع القوات الأجنبية من العراق، وهو الهدف الذي سبق لنا وأن حققناه بالمقاومة المسلحة".
سيدة العراق وقاعدة الاسد
الى ذلك قال المتحدث الرسمي باسم حركة "النجباء" العراقية، هاشم الموسوي: "على الأحمق ترامب أن يعي أن سيادة العراق جاءت بالدماء، وأن القواعد العسكرية لا تبنى في بلد المقاومة والشهداء".. "أصبح واجبا على الحكومة الآن، طرد القوات الأمريكية، لأن وجودها يمس سيادة العراق".. "ترامب يريد اختزال سيادة العراق في قاعدة عين الأسد، وهذا لن يكون مهما كلفنا الثمن".
جدولة خروج القوات الاجنية
فيما أكد النائب في البرلمان فالح الخزعلي، أن "على ترامب أن يعلم أن العراق بعد عام 2014، ليس كما قبل ذاك وعلى الحكومة إخراج القوات الأمريكية من العراق".. "العراق المنتصر ليس ولاية أمريكية وعلى السيد عادل عبد المهدي تحمل مسؤولياته بما ينسجم مع المادة 50 من الدستور العراقي".
وشدد الخزعلي على أن "القيادات الأمريكية التي انهزمت في العراق تريد العودة إليه مجددا تحت أي ذريعة وهذا ما لا نسمح به مطلقا، وزيارة ترامب للقوات الأمريكية في العراق تدل على أنها قوات غير استشارية ولا تدريبية وعلى الحكومة تحمل مسؤولياتها".
وأشار النائب العراقي إلى أن البرلمان في دورته السابقة أصدر أمرا بـ "جدولة خروج جميع القوات الأجنبية من الأراضي العراقية،
واستنكر وزير الخارجية السابق ورئيس تيار الاصلاح الوطني ابراهيم الجعفري زیارة ترامب منتقدا تبریر مکتب عبد المهدي حول هذه الزيارة المنتهكة للسيادة العراقية بحسب بيان مكتبة.
اذ ذكر بيان للتيار: ان تـيّار الإصلاح الوطنيِّ في عُمُوم العراق يستنكر الزيارة الغريبة لرئيس الولايات المتحدة الأميركيَّة إلى محافظة الأنبار المُحرَّرة، واجتماعه بالجنود، والقادة الأمريكان في قاعدة عين الأسد العراقـيَّة، وهي زيارة غريبة لا تشبه في واقعها بقـيَّة الزيارات الرسميَّة لبلدنا الحبيب الذي يُدافِع الجميع عن أمنه، وسيادته، ومشروعه الديمقراطيّ، ولاسيما أنَّ الزيارة توافقت مع انسحاب القوات الأميركيَّة من سورية العربيّة مؤخرا.
وأضاف انه "ومع أننا نُثمِّن الجُهُود العسكريَّة، والأمنيَّة لكلِّ الدول الصديقة التي دعمت العراق في حربه ضدّ عصابات التطرُّف، والتوحُّش ( داعش) ، ونُؤمِن بضرورة انفتاح العراق في مشروع تنمية مُشترَك بيننا وبين هذه الدول؛ لتحقيق صورة مُشرِقة، ومُتقدِّمة لمستقبل واعد، إلا أننا نُؤكِّد على أهمِّـيَّة احترام الأعراف، والمواثيق، والمُعاهَدات الدوليَّة بين العراق وبين أيِّ دولة ثانية".
وتابع "قد اطـَّلعنا على بيان المكتب الإعلاميِّ لرئيس مجلس الوزراء ( عادل عبد المهدي) الذي أشار إلى وُجُود التنسيق المسبق بين الحكومة العراقـيَّة، والأمريكيَّة، ثم حُصُول تباين في وجهات النظر دفعت باللقاء الرسميِّ لأن يتحوَّل إلى مكالمة هاتفيَّة، وهذا التبرير في الحقيقة لا يتناسب مع تطلـُّعات العراق المُنتصِر، ولا مع أبناء العراق الذين قدَّموا الدماء، والشهداء؛ لذا نستنكر مثل هذه الزيارات ذات التنسيق الضعيف؛ فليس العراق بقاصر على تحقيق هذا اللقاء بين الحكومتين، ولا الجانب الأمريكيّ بقليل الخبرة بمثل هذه الزيارات، ونأمل عدم تكرارها، واتخاذ ما يلزم بشأنها".
وأضاف "كما يرفض أبناء تيار الإصلاح الوطنيِّ أن تُتخَذ الأراضي العراقـيَّة مُنطلقاً لخوض معارك ضدّ أيِّ دولة من دول الجوار؛ فالعراق ماضٍ في سياسة استقرار المنطقة لا تأزيمها".
زيارات الرؤساء الامريكان للعراق
يعتبر دونالد ترامب الرئيس الأمريكي ثالث رئيس امريكي يوزر العراق بعد الاطاحة بالنظام السابق للعراق بعد زيارة.
جورج بوش الابن هو أول رئيس أمريكي زار العراق. وحدث ذلك في نوفمبر 2003 في ظروف سرية للغاية ووسط إجراءات أمنية غير مسبوقة لقضاء عيد الشكر مع القوات الأمريكية التي دخلت البلاد قبل أشهر من ذلك، وتقديم الشكر لها على "حماية الشعب الأمريكي". وزار بوش الابن العراق 3 مرات في وقت لاحق، حيث التقى رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي عام 2006، وبعد ذلك زار قاعدة عين الأسد في سبتمبر 2007.وكانت زيارته الأخيرة للعراق في ديسمبر 2008، أي قبل أقل من شهرين من تركه منصب الرئاسة.
وزار الرئيس الـ 44 للولايات المتحدة باراك أوباما العراق مرة واحدة في أبريل عام 2009، خلال عامه الأول في البيت الأبيض.. واستمرت زيارة أوباما 4 ساعات ونيف وألقى الرئيس الأمريكي خطابه داخل قاعدة النصر في بغداد.
وأخيرا ترامب… زار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفقة زوجته ميلانيا، العراق ليلة عيد الميلاد 2018، حيث التقى العسكريين الأمريكيين في قاعدة عين الأسد الجوية، وذلك دون أن يلتقي رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أو أي مسؤول عراقي آخر. انتهى/خ.
اضف تعليق