تصاعدت خلال الفترة الماضية، حدة التصريحات الصادرة من القوى السياسية المطالبة باخراج القوات الاميركية من العراق، خاصة بعد زيارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب السرية الى قاعدة عين الاسد شرقي الانبار للاحتفال مع الجنود باعياد الميلاد.
وتفيد المعلومات الصادرة من جهات غير رسمية عراقية، بان عدد القوات الاميركية المتواجدة في العراق تصل الى 9000 جندي.
وكشفت مصادر امنية يوم امس، عن تحرك للقوات الأميركية بالقرب من القواعد العسكرية في مناطق الحبانية والرطبة شرقي الانبار، في الوقت الذي تحدث فيه الحشد الشعبي، عن منعه للقوات الأميركية من اجراء استطلاع ميداني وصفه بـ"المريب" للقطعات الامنية ضمن حدود مسؤوليتها.
وقال قائد عمليات الانبار في الحشد قاسم مصلح في حديث نقله اعلام الحشد، ان"الاستفزازات الامريكية وصلت لكشف معلومات سرية لقواتنا المرابطة على الحدود", مبينا ان"القوات الامريكية تعمل على اخذ معلومات دقيقة وحساسة من القوات الامنية المرابطة على الحدود العراقية السورية".
واضاف مصلح ان"قيادة عمليات الانبار للحشد منعت القوات الامريكية من اكمال الاستطلاع مما اضطرها الى الرجوع لقاعدة بئر المراسمة وعدم اقترابهم من قاطع الحشد الشعبي"، لافتا الى ان"هذا الاستطلاع يعتبر انتهاكا للسيادة الوطنية العراقية".
واشار الى، ان"القوات الامريكية استطلعت مسافة من الحدود العراقية السورية ووجهت اسئلة لشرطة الحدود والجيش العراقي تلخصت بعدد النقاط القتالية الموجودة عند الحدود وكمية الذخيرة ونوع السلاح وعدد الافراد المتواجدين في كل نقطة”, مؤكدا ان “تلك المعلومات تكشف سرية القوات المرابطة مما يجعل استهدافها سهلا، اذ ان تلك المعلومات كشفها غاية في الخطورة".
وطالبت كتل سياسية باخراج القوات الأميركية، باعتبار ان وجودها في البلاد لم يعد مبررا، بعد انتهاء الحرب على تنظيم داعش الارهابي.
ودخلت القوات الاميركية الى العراق، بعد احتلال تنظيم داعش الارهابي لمناطق واسعة في 2014، وبحسب التصريحات الحكومية فان مهمتها هي تقديم المشورة والتدريب الى القوات العراقية، بالاضافة الى شن غارات جوية على مواقع داعش في اطار مهمة التحالف الدولي للقضاء عليه.
وقال النائب عن الفتح حنين القدو، ان"اكثرية اعضاء مجلس النواب مع اخراج القوات الامريكية المتواجدين على الاراضي العراقية"، مشيرا الى ان "بعض النواب متخوفين من استخدام امريكا وجودها لتوجيه ضربة عسكرية الى ايران او بعض الدول المجاورة".
واوضح ان "اعداد الجنود المتواجدين بدأت تزداد وهذا يثير الكثير من الشكوك"، مبينا ان "اعضاء مجلس النواب يعملون على تحشيد الجهود في مجلس النواب لإلغاء الاتفاقية الاستراتيجية او تعديلها".
الى ذلك قال عضو لجنة الامن والدفاع النيابية عباس الصروط في حديث صحفي، ان"قاعدة عين الاسد شرقي الانبار منطقة اميركية محرمة ، ولم تصلها القوات العراقية".
واضاف ان"الاحاديث تدور عن انسحاب القوات الاميركية من سوريا ودخولها الى العراق"، مبينا ان " هذا الامر انتهاك للسيادة العراقية ومخالف للاتفاقية الامنية بين بغداد وواشنطن".
وتابع ان " مجلس النواب يعتزم مناقشة التواجد الاميركي في الجلسات النيابية المقبلة".
من جانبه طالب القيادي في تحالف الإصلاح النائب علي الشيخ, الثلاثاء, رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي بتوضيح موقفه من الطلب الأمريكي لحل فصائل المقاومة والحشد الشعبي في العراق.
وقال الشيخ في حديث صحفي، ان"الحديث عن وجود تحركات أمريكية فضلاً عن تصاعد الدعوات الأمريكية ضد فصائل المقاومة في العراق تضع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي أمام موقف توضيحي من اللغط الكبير بخصوص هذه الملفات".
وطالب النائب عن الإصلاح, الحكومة بـ"حفظ سيادة الدولة وعدم تجاوز الدول الاخرى على سمعة العراق والعراقيين", داعياً إلى "رد واضح ووطني من مكتب عبد المهدي إزاء من يتدخل في الشأن العراقي الداخلي".
وكانت صحيفة "العرب" اللندنية قد نشرت تقريراً لم يتم التأكد من صحته مفاده, أن واشنطن قدّمت قائمة بـ67 فصيلاً من المقاومة الإسلامية والحشد الشعبي إلى رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي, تطالب بحلهم.
واعلنت القيادة الامريكية في وقت سابق، نقل قوات اميركية كانت في سوريا الى قواعد في شمال العراق، بعد قرار الرئيس ترامب بالانسحاب من سوريا، فيما قال رئيس مجلس الوزراء عادل عبدالمهدي انه لم يستلم أي معلومات حول تمركز جديد للقوات الأمريكية في العراق، لكن عددها بانخفاض.انتهى/س
اضف تعليق