لاتزال قضية تغيير المناهج الدراسية للمدارس الابتدائية خصوصا تلقي بظلالها على نتائج الطلبة لما تحيه من مسائل وصفت بالصعبة مقارنة مع المستوى الفكري للطالب، مراقبون اعتبروا تغيير المناهج سنويا مسألة مالية بحته يستفيد منها متنفذون واوصياء على وزارة التربية.
أوساط تربوية وتعليمية طالبت الرئاسات الثلاث وهيئة النزاهة بتشكيل لجان تحقيقية ومحاسبة المتورطين بطبع وتحريف المناهج الدراسية التي تسببت منذ أعوام بانخفاض مستوى التعليم والنجاح في العراق، محملين وزيري التربية محمد تميم ومحمد إقبال والنائب الحالي مثنى السامرائي مالك مطبعة النهرين المسؤولية القانونية والأخلاقية.
وقال المشرف في تربية الكرخ الاولى محمد عبدالله الكرخي ان المناهج الدراسية منذ أعوام تشهد تغييراً وانحرافاً واخطاءاً مطبعية اثرت وبشكل سلبي على مستوى الطالب والتلميذ العراقي، وقدمنا عدة شكاوى ضد الشركة التي قامت بطبع الكتب ( مطبعة النهرين ) الا ان صاحبها النائب الحالي مثنى السامرائي يقف عائقاً امام القضاء واللجان التحقيقية خوفاً من كشف ملفات فساده.
من جانبه اعتبر المشرف التربوي ابراهيم الحلو الانحراف والأخطاء الفادحة بطباعة الكتب وتغيير المناهج بالجريمة الكبرى التي يحاسب عليها القانون، وعلى الرئاسات الثلاث وهيئة النزاهة والقضاء العراقي اخذ دورهم ومحاسبة المتورطين والمستفيدين على حساب التربية والتعليم، محملاً وزيري التربية السابقين محمد تميم ومحمد إقبال والنائب الحالي مثنى السامرائي مسوول مطبعة النهرين مسوولية تفشي هبوط مستويات النجاح وافشال التدريس في البلاد، مطالباً بإحالتهم للتحقيق وكشف فسادهم.
مديرة مدرسة الزهراء (ع) في مدينة الصدر زينب محمد علي كشفت ان عشرات الأخطاء المطبعية موجودة داخل الكتاب الواحد، إضافةً الى وجود مسائل رياضية وكيميائية وفيزيائية لا يمكن حلها بالنسبة لمراحل الابتدائية والمتوسطة، ناهيك عن اخطاء إملائية وتحريف في مادتي التربية الاسلامية والقران الكريم.
فيما توقعت عضو مجلس النواب اقبال عبد الحسين الماذي تحقيق نسب نجاح متدنية للتلاميذ والطلبة في المراحل الابتدائية والمتوسطة والاعدادية بسبب تغيير المناهج الدراسية.
واضافت الماذي ان محنة المناهج الدراسية والمعاناة الكبيرة للطلبة بدأت مطلع العام الدراسي الحالي عندما تفاجأو بوجود مواد دراسية صعبة في المناهج التي تسلموها، مبينةً ان بعض المواضيع الدراسية كانت تعطى للطلبة في مراحل دراسية متقدمة الا اننا اليوم نراها في المراحل الابتدائية.
واكدت ان تغيير تلك المناهج جاء وفقاً لتوصيات المنظمات الدولية والتي وجدت تطوراً في عقلية التلميذ العراقي وامكانية استيعاب المادة الدراسية بسهولة، الا انها في الوقت نفسه لم تراعي معاناة الاهالي وخصوصاً في المناطق الفقيرة فضلاً عن عدم توفر الجو الدراسي المناسب من ملاكات تدريسية مدربة على ايصال المنهاج بصورة صحيحة وابنية مدرسية يمكن ان تستوعب الاعداد الهائلة للطلبة والتي بدأت تزداد سنويا.
وتوقعت الماذي ان النتائج الاولية لتغيير تلك المناهج ستظهر بعد امتحانات نصف السنة بتحقيق نسب نجاح متدنية مقارنة بما تحقق خلال السنوات السابقة بسبب التغيير غير المدروس في تلك المناهج.
عضو مجلس النواب اكدت على ضرورة ان تعيد وزارة التربية النظر بالمناهج التي غيرت ودراسة هذا الموضوع بصورة معمقة لترى ازدياد حالات التسرب في المدارس والرسوب والاكتئاب والاحباط لدى عدد كبير من الطلاب.
اضف تعليق