أقام مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة مجلس عزاء بحضور العديد من العلماء والفضلاء والخطباء وطلبة العلوم الدينية والمؤمنين إحياءً لذكرى شهادة الإمام الهمّام الحسن بن علي العسكري عليهما السلام وذلك صبيحة يوم الأحد الثامن من شهر ربيع الأول 1437 هجرية.
المجلس استهل بتلاوة قرآنية مباركة، ومن ثم ارتقى المنبر المبارك الخطيب الشيخ رضا الطويرجاوي مبتدئاً بحثه بقوله تعالى: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) سورة الأنبياء: 73.
فقال: إن الإمام صاحب الذكرى عليه السلام ولد سنة 230 هجرية، واستشهد عن عمر 29 سنة، ومدة إمامته 6 سنوات حيث تسنم مقاليد الإمامة وهو في عمر 24 عاماً.
ومن ثم تحدَّث حول الجوانب والأوضاع السياسية التي عاصرها الإمام عليه السلام وقد شهدت اضطراب كثير حيث عاصر الإمام عدة ملوك المعتز والمهتدي والمعتمد العباسي، وكانت سامراء حينها تعج بالعسكر الأتراك المسيطرين بدورهم على أجهزة الدولة كافة، بل ان الحكم الفعلي بأيديهم فكانوا يعينون الخليفة ويخلعون آخر وفق مصالحهم ورؤاهم.
كذلك فإن الكثير من الولايات الإسلامية كانت تعلن الانفصال عن دولة الخلافة العباسية فظهرت عدة دولة كالدولة الحمدانية والبويهية وغيرهما، ومن جانب آخر كثرة الانحرافات الفكرية والعقائدية واجتاحت العالم الإسلامي وقتها شبهات عدة، كشبهة الفيلسوف الكندي وغيره، فكان على الإمام عليه السلام انطلاقاً من وظيفته في الهداية وإنقاذ عباد الله من الضلالة والحيرة العمل لمواجهة كل هذه المشاكل العقائدية والفكرية والسياسية.
كما وان على عاتق الإمام عليه السلام وظيفة عظمى أساسية هي إعداد القواعد الشعبية لتقبل فكرة الغيبة من قبل الإمام المهدي عليه السلام، وكذا تعريف الإمام للأمة في وقت يجب عليه المحافظة عليه لتحقيق الأهداف الإلهية، لذا فإن الإمام عليه السلام قد عمل عبر فترة إمامته القليلة السنوات الست الكثير ومن يقرأ التاريخ ينبهر بتلك الأعمال.
بعد ذلك تطرق الى واقعة الشهادة الفاجعة وكيفية دس السم للإمام عليه السلام من قبل الطغاة العباسيين مستطرداً بعد ذلك الى واقعة الطف الدامية وما جرى على أهل البيت عليهم السلام من مظالم.
اضف تعليق