إخلاص داود
يعاني اهالي الموصل من رائحة الجثث المتفسخة التي تطغي على الأجواء في المدينة القديمة التي تحولت لأنقاض تحتجز جثث الدواعش الذي تم قتلهم خلال الحرب، وعلى الرغم مرور اكثر من سنة على تحرير الموصل، يواصل أهالي الموصل شكواهم من انتشار الروائح المنبثقة من تحت الركام ويُصاب العديد منهم بالغثيان وانتشار أنواع جديدة من الحشرات الطائرة، والتي تنتشر قرب الجثث المتفسخة، ويؤكد المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر أن أي كائن حي إذا مات يتفسخ جسده ويتعفن، ويتحول إلى مصدر للأوبئة والأمراض بسبب البكتيريا والوسطيات المنبعثة من الجثة.
وعلى الرغم من رفع عشرات الجثث بمعدل يومي منذ التحرير، الا ان أعدادا كبيرة منها لا تزال تحت الأنقاض، ووفقا لمحافظ نينوى في 2018 فقد تمّ رفع 2838 جثة، بينها 600 تعود لعناصر داعش.
وتم تسليم الجثث المتفسخة إلى دائرة صحة نينوى وبلدية الموصل، ثم تنقل الجثث إلى مراكز الطب العدلي في بغداد والمحافظات لغرض التعرف عليها.
وجثث المدنيين تسلم إلى ذويهم، فيما تدفن جثث ارهابيي داعش في مقبرة خاصة بمنطقة السحاجي عند أطراف غرب الموصل.
أما جثث المقاتلين فيتم التعامل معها وفق الاتفاقيات الدولية في حقوق الإنسان، التي تنص على تسليم القتلى إلى حكومات دولهم، بحسب المتحدث باسم وزارة الصحة وضابط جهد الانقاذ.
وأعلنت عضو مجلس محافظة نينوى هيام الهام، عن تسجيل حالات تسمم بين الأطفال والنساء بسبب الجثث المتبقية في المنازل المدمرة في أيمن الموصل.
وقالت الهام في تصريح لها ان "مجلس نينوى حذر من بقاء الجثث المنتشرة في ايمن الساحل الايمن لمدينة الموصل وتحديدا في المدينة القديمة"، مبينة ان "المراكز الطبية سجلت حالات تسمم واغماء بسبب الروائح المنبعثة من المنازل المدمرة، ان جهود الدفاع المدني مستمرة لكنها ليست بالمستوى المطلوب".
مشيرة الى ان "المدينة تحتاج الى تكثيف صحي وبيئي من باقي الجهات الساندة للخلاص من هذا الملف لتأثيره الصحي على العائدين في الجانب الايمن".
وكان نائب محافظ نينوى حسن العلاف أكد، في وقت سابق، أن الجثث العالقة بين أنقاض المدينة القديمة في الجانب الغربي للمدينة تعيق إعادة النازحين إلى ديارهم.
يذكر انه وفقاً لإحصائيات مركز ريتش للموارد، إن 78 بالمائة من الأشخاص من الموصل أوضحوا أن منازلهم تهدمت أو دمرت بالكامل، مبيناً أن 4 بالمائة فقط من النازحين تمكنوا من العودة إلى الموصل.
اضف تعليق