ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن فيصل عدي الذي يبلغ من العمر 25 سنة، عندما كان يحزم حقائبه ليغادر إلى أوروبا كان يشعر بأمل كبير.
لقد ترك عدي وظيفته في وزارة التربية في بغداد، حيث كان يعمل هناك منظفا، ثم سافر إلى تركيا، وأصبح واحدا من ملايين اللاجئين والمهاجرين الذين وصلوا إلى أوروبا العام الماضي.
وقال عدي: "منذ طفولتي كنت أحلم أن أسافر إلى أوروبا. كانت تبدو لي الحياة هناك في شقتي وبراتبي جميلة وآمنة.
وصرحت السلطات العراقية أنه بعد قسوة الطريق إلى السويد، الذي استغرق حوالي شهر، عاد إلى وطنه، ليصبح واحدا من العديد من العراقيين الذين قرروا العودة.
وذكرت المنظمة الدولية للهجرة أنه في نوفمبر/تشرين الثاني، ساعدت 779 عراقيا على العودة إلى ديارهم من أوروبا — حيث قد تضاعف العدد مما كان عليه في أكتوبر/تشرين الأول، ولكن لا تشمل هذه الأرقام الناس مثل فيصل، الذين عادوا إلى ديارهم من تلقاء أنفسهم.
قرر بعض منهم العودة لأنهم وجدوا أن عملية الحصول على حق اللجوء صعبة، لأنهم أصيبوا بخيبة أمل من أوروبا، عندما عرفوا أنه لن يكون لديهم هناك أي فرصة لتطوير أنفسهم، أو لأنهم اشتاقوا لديارهم، والبعض الآخر قد اضطر للعودة بسبب رفض السلطات إعطائهم حق اللجوء.
وقال فيصل الذي قضى شهرين في مركز اللاجئين في مدينة مالمو السويدية: "هناك الحياة صعبة، لقد كانوا يعطوننا وجبات غذائية، حتى أن القط لن يقبل بمثلها، لقد سافرت إلى أوروبا واكتشفت أنها مجرد صورة، إنها مثل سوق الباب الشرقي في بغداد".
وأعلنت المنظمات الإنسانية أن الناس الذين لديهم كل الحق في الحصول على اللجوء، لا يريدون الذهاب إلى أوروبا لأن الأوروبيين لا يرغبون في رؤيتهم في بلدانهم ولأنهم يغلقون الأبواب أمامهم. لقد حذرت فنلندا وبلجيكا بالفعل اللاجئين من بغداد، بأنهما لن تعطيهم اللجوء ببساطة.
واعترف فيصل أنه غادر العراق لأسباب اقتصادية، أي أصبح واحدا من المهاجرين الذين تنكر السلطات الأوروبية حقهم في اللجوء، وتفضل أن تعطي حق اللجوء لأولئك الذين هربوا من العنف. ووفقا لفيصل، إنه قرر أن يلفق ويحكي لهم قصة حول كيف تم تهديده من قبل المسلحين في العراق. وقال: "لو كنت حقا في خطر، لما عدت".
وأضاف: "المشكلة تكمن في أن كلمة "أوروبا "وكلمة "أمريكا" تؤثر على الشباب بشكل إيجابي"، مشيرا إلى هذه الكلمات ما زالت تؤثر إيجابيا على ابنه الصغير، الذي عاد إلى العراق بعد اعتقاله في تركيا، على الرغم من أنه يعرف كيف تسير الأمور في الواقع"، وأنه يريد أن يذهب إلى أوروبا.
وقال ستار نورس، ممثل وزارة الهجرة العراقية: "لقد عاد آلاف العراقيين إلى ديارهم، والآلاف يريدون العودة".
وقالت شنن بفوخمان، في منظمة " Caritas Europa"، التي وجهت إنذارات سابقة للاجئين بأنهم لن يحصلوا على اللجوء ولن يجدوا وظيفة: "إن بعض الحكومات تقنع اللاجئين بالعودة".
ووفقا لها، إنه منذ مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني، غادر 35 ألف لاجئ ومهاجر أوروبا "من تلقاء أنفسهم"، وأن الكثيرين منهم اضطروا لمغادرة البلاد، وأنه تم ترحيل حوالي 17 ألفا من أوروبا.
اضف تعليق