تداولت وسائل الاعلام المحلية، اليوم الاحد، نسخة من النص الكامل لإعلان بغداد الصادر عن الدورة الحادية عشرة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.
وأكد البيان على دعم العراق في حربه ضد الجماعات الإرهابية، مشيرا الى أن العراق يقاتل بالنيابة عن العالم اجمع والعالم الاسلامي بنحو خاص في الحرب الدائرة ضد الإرهاب.
وجاء في الاعلان "نحن رؤساء واعضاء وفود مجالس الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي المشاركين في الدورة الحادية عشرة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي المنعقدة في بغداد جمهورية العراق خلال الفترة من 24 – 25 كانون الثاني 2016 بدعوة كريمة من مجلس النواب العراقي وبعد ان ناقشنا التطورات والتحديات التي تواجه العالم الاسلامي المدرجة على جدول اعمال الدورة، اذ نؤكد التزامنا بتفعيل وتحقيق اهداف ومبادئ الاتحاد التي تعد وفقا لقناعتنا جزءا لا يتجزأ من عملية تحقيق السلام والديمقراطية والاستقرار في العالم الاسلامي وتمهيد الارضية الملائمة لإشراك الامة الاسلامية في بناء عالم متطور وأمن ومستقر وتأمين الرخاء والسعادة للبشرية جمعاء".
واضاف "اذ نقدر الدور الفاعل والبارز والمؤتمر للاتحاد في معالجة القضايا المهمة والحيوية للمجتمع الدولي بما انه يحتضن البرلمانات الاسلامية ويعمل على اجراء التشاور والتعامل مع شؤون المسلمين المشتركة والبشرية قاطبة على اساس القيم السامية المتمثلة في العدالة والديمقراطية والخير للجميع علما بان هذا الواقع غير قابل للإنكار وكذلك الهوية الشعبية للمجالس التشريعية والاستشارية في بلدنا لتكون عمليا الصوت المستقل والصادق للشعوب المسلمة في سياق تحقيق الاستقلال والعدالة والمساواة".
وتابع "نؤكد ايضا على ان العدل والسلام والامن من جهة والتنمية المستدامة من جهة اخرى تشكل دعامتين تسند كل منهما الاخرى وان التجسيد المتزامن والمتوازن والعادل لهاتين الدعامتين ينبغي ان يشكل الاولوية الرئيسة في جدول اعمال البلدان والمنظمات الاقليمية والدولية، لذا تقر بأهمية ادارة العلاقات بين الدول على اساس احترام مبدا السيادة الوطنية والمصالح المشتركة مع الرفض الاكيد لأي تدخل اجنبي والتزام جميع الدول بتحقيق العدالة الاجتماعية والاحتكام الى مبدا التفاهم وتوازن خطط النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية والمحافظة على البيئة".
وأكد على ان "تنوع التقاليد والثقافات والقناعات للشعوب يعتبر عنصرا قيما لضمان القيم السامية كالحرية والعدالة والمساواة والتسامح، واذ نرحب بتعزيز ثقافة السلام والحوار والتنوع الثقافي والعدل والمساواة واسهام المرأة والشباب في الانشطة المحلية والدولية وضمان احترام حقوق الانسان والعمل بمبادئها وحين نشير الى العملية السياسية في العراق وما حققته من خطوات بناءة في سبيل ارساء نظام ديمقراطي اتحادي باتجاه بناء الدولة المدنية التي تحترم احكام الاسلام وقيمه ومنظومته الاخلاقية ومبادئه السامية في ظل تصميم القوى السياسية على الالتزام بالدستور العراقي وبدور الشعب العراقي في تحقيق السيادة الوطنية بإنهاء احتلال البلد وايمانه بالتداول السلمي للسلطة وهذا ما عبرت عنه الانتخابات البرلمانية والمحلية التي اعقبت اطاحة النظام السابق".
وتابع "نحيي ارادة الشعب العراقي في مواجهته للإرهاب وما حققه من انتصارات على يد ابنائه في القوات المسلحة والحشد الشعبي والبيشمركة وابناء العشائر الغيارى في مختلف مواقع المواجهة مع الارهاب، وكما نقدر عاليا دور المرجعيات الدينية العليا في تعبئة الجماهير وتعزيز الوحدة الوطنية لأبعاد البلاد عن الصراعات الطائفية والقومية وتوظيف كافة الطاقات لمواجهة الارهابيين".
واستنكر الاعلان "الاعمال الوحشية التي تمارسها عصابات داعش الاجرامية بحق الشعب العراقي من قتل وتعذيب واسر وسبي للنساء وانتهاكات لحقوق الانسان وتهديم للأثار ودور العبادة والتجاوز على الممتلكات العامة، كما لا يفوتنا تقديم التهاني للشعب العراقي ومجلس النواب العراقي بمناسبة الاستضافة الكريمة للمؤتمر الحادي عشر لاتحاد مجالس الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاسلامي خاصة لمناسبة تولي مسؤولية رئاسته من قبل رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري".
وزاد "“استلهاما من اهداف ومبادئ الاتحاد ومن اجل التنفيذ الفاعل للبيان الختامي للمؤتمر الحادي عشر للاتحاد في بغداد فإننا نعلن المطالب العامة للبرلمانات الاعضاء في الاتحاد على النحو التالي":
1 – نؤكد دعمنا للعراق في حربه ضد الارهاب ونعلن وقوفنا الى جانبه في مواجهة المجموعات الارهابية من خلال تقديم انواع الدعم المطلوب باعتبار ان العراق يقاتل بالنيابة عن العالم اجمع والعالم الاسلامي بنحو خاص في الحرب الدائرة ضد الارهاب كما نعلن مباركتنا واعتزازنا بالانتصارات التي يحققها العراقيون على عصابات داعش الارهابية.
2 – نؤكد التزامنا بمعاهدة منظمة المؤتمر في مكافحة الارهاب ونطالب بادانة وتجريم اعمال تنظيم داعش الارهابية المتمثلة في عمليات القتل الجماعي لابناء كل الطوائف والديانات وتدمير الاثار وهدم الاضرحة والمساجد والحسينيات والكنائس ودور العبادة وحرق الكتب المخالفة لمعتقداتهم وتخريب المتلكات العامة ونحث الدول الاعضاء على اجراء تغييرات نوعية شاملة في القوانين والانظمة لتجريم كافة الممارسات الارهابية وجميع اشكال دعمها وتمويلها والتحريض عليها واتخاذ كافة الاجراءات الضامنة لتجفيف منابع الارهاب الفكرية ومصادر تمويله المالية والبشرية.
3 – نؤكد وقوفنا الى جانب النازحين العراقيين داخل العراق وخارجه وندعو دول الاتحاد الى تحمل مسؤوليتها في الحفاظ على حياة الملايين من ابناء الشعب العراقي كما نحث المجتمع الدولي على حسن التعامل مع النازحين العراقيين في الخارج وندعو الى معاملتهم في إطار القوانين الدولية المنصوص عليها في حقوق المهاجرين.
4 – نؤكد على حفظ سيادة العراق وعدم السماح باي تدخل خارجي سواء من الدول الاعضاء او اي دولة اخرى تكريسا لاحترام هذه السيادة الوطنية والتزام الجميع بميثاق الامم المتحدة وقواعد القانون الدولي.
5 – نعرب عن مساندتنا للعملية السياسية العراقية من خلال التزامها بالدستور وارساء الديمقراطية الفتية وسيادة القانون وترسيخ مبدأ المشاركة واعتبار ارادة الشعب العراقي عبر صناديق الاقتراع السبيل الوحيد المعبر عن طموحاته وتطلعاته المشروعة في بناء دولته المدنية ذات السيادة.
6 – نعرب عن دعمنا الاكيد لجمهورية العراق فيما تضطلع به من اجراءات لتعزيز الوحدة الوطنية ودعم المصالحة الوطنية باتجاه تحقيق تسوية تاريخية بين جميع مكونات وطوائف وديانات المجتمع العراقي عبر اعتماد الحوار والاليات الديمقراطية السليمة سبيلا لتحقيق هذه التسوية.
7 – نعرب عن مساندتنا لجمهورية العراق في دعم اجراءاتها لفرض سيادة القانون وحصر السلاح بيد الدولة وعدم السماح بوجود كيانات مسلحة خارج اطار الدولة مع ضرورة ضمان حق المعارضة السياسية السلمية فيما ينسجم مع الدستور العراقي.
8 – نؤكد ضرورة وضع خطة عمل استراتيجية مشتركة للدول الاعضاء تهدف الى نبذ العنف والتطرف الفكري والثقافي والاعلامي وترسيخ ثقافة التسامح والاعتدال والوسطية وتفعيل لغة الحوار للجم الاستقطابات الطائفية والعرقية ودعم المؤسسات الدينية والثقافية والاعلامية لمعالجة الازمات ذات الطابع الطائفي والعرقي ونحث الدول الاعضاء على تطوير مناهج الدراسة في مختلف المراحل الدراسية بما يضمن محاربة التطرف واحترام حقوق الانسان ايا كان مذهبه ودينه ووضع الضوابط القانونية لتحجيم دور الاعلام التحريضي على الطائفية والعنف والارهاب.
9 – نؤكد على ادانة الارهاب كعقيدة وفكر وممارسة ونحث الدول الاعضاء على تحريم وتجريم الفتاوى التي تشجع على الارهاب من اية جهة صدرت ووضع حد للفتاوى المحرضة للكراهية والمرسخة للطائفية ونبذ الاخر المختلف.
10 – نرفض بشدة سياسة اسرائيل الاستيطانية التوسعية ونطالب بوقف جميع اعمال الاستيطان والتدابير والاجراءات التشريعية والادارية التي تهدف الى تغيير الوضع القانوني لمدينة القدس كما نطالب مجلس الامن الدولي بالتحرك السريع لازالة هذه المستوطنات فيما نعرب مجددا عن دعمنا وتضامننا الدائم مع القضية الفلسطينية المقدسة والتزامنا التام بدعم الشعب الفلسطيني في كفاحه العادل ضد الكيان الاسرائيلي المحتل.
11 – نؤكد على الحقوق الثابتة والمتساوية والمتوازنة لجميع الشعوب في حرية الحصول على التقنيات والاستخدامات النووية الحديثة وحرية استخدامها للاغراض السلمية وندعو الى جعل منطقة الشرق الاوسط بكاملها خالية من جميع اسلحة الدمار الشامل خاصة الاسلحة النووية دون استثناء ونرحب في هذا المجال بالاتفاق المبرم بين ايران والدول العظمى لاسيما ان الاتفاق قد اثبت فاعلية ومنافع الحوار في حل الخلافات.
12 – نشعر بالحزن العميق تجاه الاقتتال الدائر في اليمن وسوريا ونحث الاتحاد على دعم جهود منظمة الامم المتحدة لحل النزاع بالشكل السلمي في اليمن وسوريا والاحتكام الى الحوار ونحث الدول الاعضاء على قيادة مبادرات ناهضة للحد من التوترات بين الدول الاسلامية في المنطقة وخاصة بين السعودية وايران لتحقيق الاستقرار والامن في الاقليم.
13 – نؤكد على حقوق الاقليات المسلمة المتمثلة في صون كرامتهم وسلامتهم وحماية اعراضهم وحقهم في حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية وحقهم في العمل والكسب وحماية اموالهم وممتلكاتهم وحقهم في التمتع بكافة ما يتمتع به مواطنو الدولة والمحافظة على هويتهم الثقافية وفي السياق ذاته نؤكد دعمنا لتحريم التحريض او ممارسة التمييز ضد شركاء الاوطان من الأديان غير الاسلامية واعتبارهم مواطنين على درجة واحدة في الحقوق والواجبات.
14 – ندعم اقامة أرضية لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والمالية والمصرفية بلا تمييز بين الشعوب وبين شعوب أعضاء الاتحاد بنحو خاص لتحقيق التنمية وتعميق التعاون الاقليمي وما دون الاقليمي مع تهيئة الظروف المتكافئة للتوصل الى النمو الاقتصادي المنشود وزيادة الانتاج المحلي ورفع حجم صادرات الدول وبالتالي المساعدة في خلق فرص عمل منتجة في الاقتصادات الوطنية وتسريع وتيرة التقدم الاقتصادي باتجاه مكافحة الفقر والتوصل الى الاهداف الاخرى الهامة الواردة في وثيقة تنمية الالفية.
15 – نؤكد على ان حوار الحضارات وابراز القيم والقواسم المشتركة بينها والحوار بين الاديان القائم المبني على الاحترام بين الشعوب امر ضروري نؤكد عليه في اطار تحقيق السلم والامن والتسامح والتعايش الخالي من مظاهر التطرف لذا ندعو الى ضرورة تعميق الحوار بين المذاهب الاسلامية ومحاربة التعصب والتطرف واتقان الفهم الديني السليم ونبذ التكفير والميل للعنف والاذى.
يذكر أن أعمال مؤتمر اتحاد البرلمانات الإسلامية في دورته الحادية عشرة انطلقت، الأربعاء الماضي، في بغداد ويستمر للفترة من 20 ـ 25 من الشهر الحالي، بمشاركة عربية ودولية واسعة.
اضف تعليق