قال امين عام منظمة بدر هادي العامري- أحد أبرز فصائل الحشد الشعبي في العراق- إن تنظيم داعش مازال قويا ويحتفظ بقدرته التعبوية في تجنيد المقاتلين من مختلف أنحاء العالم بالرغم من الضربات التي توجه له في العراق وسوريا.
وقال العامري في مقابلة مع وكالة رويترز في بغداد "قتل الكثير من قياداتهم ولكن علينا أن لا نبالغ، داعش لازالت قوية إلى اليوم وبكل صراحة عملياتهم لازالت جريئة وسريعة ولديهم معنويات".
وأضاف "لا توجد منظمة إرهابية لديها القدرة على تعبئة الشباب وتنظيم الشباب بهذه الطريقة مثل داعش… يجب أن نعرف عدونا معرفة دقيقة تفصيلية حتى ننتصر عليه".
وقال مجيبا على سؤال حول مصير زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي إنه يعتقد أنه "ما زال حيا ومتواجدا في العراق".
واتهم العامري السعودية ودولا خليجية أخرى بدعم التنظيم بالمال والسلاح, كما اتهم تركيا بتسهيل مرور العديد من المتطوعين في صفوفه إلى العراق وسوريا وتسهيل عمليات بيع وتهريب النفط والآثار.
وتساءل العامري "من أين يأتي سلاح التاو المضاد للدروع؟" وأجاب "الاسلحة لدى داعش وعند النصرة هي دعم خليجي".
كما حمل العامري السعودية مسؤولية انتشار الفكر المتطرف ليس في الشرق الأوسط فقط بل على نطاق عالمي مشيرا إلى الاعتداءات التي حصلت في باريس العام الماضي.
وقال "هذه الاصولية الاسلامية المتطرفة أين منشأها وأين تربت، في باريس؟ منشأها الاساسي في السعودية" مضيفا "يجب تجفيف الافكار قبل تجفيف الاموال".
وشدد على أن "داعش ليس لديها مشكلة في التطوع, لازال تدفق المقاتلين بشكل كبير يتم إلى العراق وإلى سوريا عبر تركيا".
وانتقد العامري التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة فقال إن ضرباته ضد تنظيم داعش لازالت "غير فعالة" وذلك بخلاف الضربات الروسية التي قال إنها تعيق عملية تصدير النفط إلى تركيا عبر استهدافها للشاحنات التي تقوم بالتهريب.
وأضاف "الآن داعش لديها مقرات قيادة ..قياداتها مشخصة، أرتالها العسكرية مشخصة، معسكرات تدريبها مشخصة. إلى الآن لم نر تلك الضربات الفعالة" من قبل طيران التحالف.
وجدد انتقاده لسياسة الغرب في سوريا وحمله مسؤولية ظهور جماعات متطرفة في هذا البلد.
وقال "الامريكان والغرب أخطأوا في سوريا تحت شعار إسقاط بشار الأسد بأي ثمن. وقد أتوا لنا بداعش والنصرة وجيش الاسلام وجند الاسلام … نعم نحن نقول إن تغيير النظام في سوريا شأن داخلي سوري وأتمنى أن يأخذ الشعب السوري كل حريته لكن من غير الممكن أن يتجه الانسان إلى المجهول وأن يذهب بنظام ويأتي بنظام أسوأ منه".
وأضاف "أنا عارضت صدام حسين أكثر من عشرين عام وأنا شخصيا لو أعرف بأن بديل صدام حسين سيكون القاعدة أو النصرة أو داعش لكنت أقف وأقاتل مع صدام حسين ضد هؤلاء".
وأكد القيادي البارز معارضته لتواجد أي قاعدة أمريكية داخل العراق بحجة محاربة داعش مؤكدا "بأن تلك المهمة منوطة بالقوات العراقية والحشد الشعبي".
والحشد الشعبي العراقي قوات مسلحة غير نظامية مساندة للمؤسسة الأمنية العراقية، تكونت من شيعة العراق، ولاحقا انضمت إليها عشائر من سنة العراق وأفراد من التركمان والمسيحيين وطوائف أخرى لمحاربة تنظيم داعش إلى جانب القوات العراقية.
وقال العامري إن تشكيلات الحشد الشعبي لا تريد الدخول إلى مدينة الموصل أو باقي المدن السنية التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم مفضلا تطويقها من الخارج وترك مهمة القتال لطرد أفراد التنظيم لأهل هذه المدن.
وقال "أنا من وجهة نظري الموصل، الشرقاط والحويجة سيكون من الخطأ الدخول إليها … الموصل فيها مليون شخص على الأقل، إلى أين نذهب بهم؟ لذا أملي أن تحصل عملية تطويق وتشجيع الشباب من أهل هذه المناطق والعشائر على المشاركة. لا يوجد لدينا خيار آخر".
وأضاف أن معركة الموصل لن تبدأ قبل الانتهاء من معركة الفلوجة وهي مدينة مازالت تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية وتبعد فقط (50 كم) إلى الغرب من العاصمة بغداد.
وقال العامري "نحن نريد أن نذهب إلى الموصل وقلبنا مطمئن أن بغداد في أمان وكل المحافظات شمالها وجنوبها في أمان. هذا هو السبب الرئيسي الذي أخرنا عن العمليات باتجاه الموصل".
وشدد على أن الحشد الشعبي يعمل بإمرة رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي محتجا على وصف هذه التشكيلات بالميليشيات.
وبين أن الجيش العراقي حاليا "لا يستطيع بمفرده القيام بمحاربة التنظيم ويحتاج إلى الحشد الشعبي الذي أنشيء بعد صدور فتوى المرجع الشيعي الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني في منتصف العام 2014 وبعد سقوط مدينة الموصل بأيدي الجماعات المسلحة."
وقال العامري "نحن نكون سعداء جدا لو أن الجيش العراقي معافى ويستطيع أن يقوم بعمليات تحرير كل المدن العراقية ونحن نقوم بعمليات الاسناد. القضية الاساسية انه كما هو معلوم للجميع بانه الجيش العراقي اليوم ليس معافى بالشكل الكامل.
"الجيش والشرطة والحشد كلهم قوات عراقية تعمل تحت أمرة القائد العام للقوات المسلحة، لذلك لا أعتقد انه من الممكن الاحتجاج على تواجد الحشد في أي عملية من العمليات".
وأشار إلى أن الحشد شارك في التمهيد لمعركة الرمادي، الواقعة على مسافة 100 كيلومتر إلى الغرب من بغداد، وانتقل إلى مدينة بيجي شمالي بغداد بأمر من رئيس مجلس الوزراء لضرورات عسكرية.
وقال "لا أحد منعنا من الذهاب إلى الرمادي. ثمانون بالمئة من عشائر الرمادي قدموا طلبا لرئيس مجلس الوزراء مطالبة بدخول الحشد".
وعبر العامري عن رضاه تجاه قيادة العبادي للحكومة في ظل أوضاع أمنية واقتصادية صعبة مع تدهور أسعار النفط الذي يشكل 95 بالمئة من إيرادات الدولة العراقية.
وقال "بصراحة الاخ العبادي في وضع لا يحسد عليه وما الذي من الممكن أن يفعله غيره تجاه هذه التحديات وعلينا أن نكون منصفين".
وأيد العامري سياسة العبادي بالسعي إلى النأي عن الصراعات الاقليمية ومن ضمنها التوتر السعودي الايراني قائلا "نحن لا نريد ان ندخل في نظام المحاور".
وشدد على أن ايران ليس لها قوات في العراق وتواجدها مقتصر على مستشارين يعدون بالعشرات فقط.
ونفى العامري التقارير التي تتحدث عن إصابة الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في المعارك في سوريا وقال "لم يحصل له شيء. إنه مشافى ومعافى والحمد لله".
اضف تعليق