تمر لذكرى السنوية العاشرة لتفجير مرقد الإمامين العسكريين (ع) بمدينة سامراء 2006، عندما قام ارهابيون في صبيحة يوم الأربعاء 22 شباط/فبراير 2006 باقتحام المرقد الشريف وتقييد أفراد شرطة الحماية الخمسة وزرعوا عبوتين ناسفتين تحت قبة الضريح وفجروهما بعد ذلك مما أدى إلى انهيار القبة الخاصة بالضريح التي تعتبر واحدة من أكبر قباب العالم الإسلامي.
كما أعقب هذا الاعتداء تفجير مأذنتي الامامين "ع" في 13 تموز /يونيو من نفس العام وتدميرهما بالكامل وعلى خلفية التفجيرين شهدت البلاد اوضاع امنية متدهورة.
واظهرت صورة جوية عرضها الجيش الامريكي القبة التي يبلغ عرضها 20 مترا وقد تحولت الى هيكل غائر، والحقت أضرار بالمباني المجاورة.
وتقع سامراء على الضفة الشرقية لنهر دجلة، وتبعد نحو 118 كم إلى الشمال من العاصمة بغداد.
وألقت السلطات الامنية القبض على المتورط بالتفجير وحُكم عليه بالإعدام شنقاً حتى الموت وهو شخص تونسي يدعى الطريقي أبو قدامة التونسي واسمه الحقيقي يسري فاخر الطريقي ينتمي لتنظيم القاعدة وتم تنفيذ الحكم عليه في 2011.
كما أعتقلت قوات الامن شخصا آخرا يدعى محمد حسين ويلقب بأبي عبد الرحمن وهو عراقي الجنسية أُتهم بالتخطيط لعملية التفجير الأولى في المرقد وقد تم القاء القبض عليه في قضاء بلد جنوبي محافظة صلاح الدين.
وعززت الحكومة الأمن في سامراء وأعطت الأولوية لها بذلك حتى بعد سقوط مدينة الموصل في حزيران 2014 بيد عصابات داعش الارهابية وتمددها الى محافظة صلاح الدين لكن الجيش والمتطوعين في الحشد الشعبي منعوا الارهابيين حتى ولو الاقتراب من المدينة.
وقال العقيد عبد الكريم السعدي الضابط في قيادة عمليات صلاح الدين التي تشرف على الأمن في المحافظة إنه جرى تشديد الإجراءات الأمنية التي اتخذت عقب هجوم 2006 بعد أن فجر انتحاريان نفسيهما على مقربة من المرقد في أواسط عام 2014 بعد تمدد الارهابيين من الموصل آنذاك.
وأكد السعدي، إن "اليقظة مطلوبة لمكافحة الارهابيين الذين يسعون إلى إشعال الاضطرابات الطائفية" مشيرا إلى أن "مثل هذه الإجراءات تهدف إلى تحقيق هدف أسمى هو تحقيق التعايش السلمي".
ويزور الملايين من المسلمين سنوياً سامراء بعد ان عادت الشمس للسطوع مرة أخرى على القبة الذهبية للمرقدين العسكريين مع قرب الانتهاء من ترميمه بعد عشر سنوات من تفجيره.
وقال مدير إعلام العتبة العسكرية، عبد الرحمن الفياض، هذه الذكرى الأليمة التي أفجعت الشعب العراقي وجميع المسلمين في العالم لكن التحدي الذي كان للعراقيين ورده الأمثل للارهاب والتفجير هو إعادة اعمار المرقد الشريف واليوم الذهب يتلألأ في سامراء".
وأضاف ان "ردة الفعل العراقية كانت هي الاعمار وهي الرسالة التي وجهها ابناء سامراء والشعب العراقي والمسلمين بصورة عامة وكان الفشل هو نصيب الارهابيين ومخططاتهم وما يبغون اليه من تمزيق وحدة الشعب العراقي".
وأكد الفياض ان "سامراء اليوم تمثل عراقا مصغراً وان مرقد الامامين العسكريين يمثل لاهالي سامراء رمزاً لمدينتهم وتراثهم" مبينا ان "كل ما أراده الارهاب هو تمزيق الوحدة الوطنية لكن قد خابت جهوده بالفشل لتماسك العراقيين بوحدتهم".
ودعا عضو لجنة الاوقاف والشؤون الدينية النيابية محمد تقي المولى الى ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية والانتباه من محاولات الارهابيين وداعش من زرع الفتنة.
وقال المولي "علينا سنة وشيعة إحياء هذه الذكرى بدعوات مطمئنة وخطابات تعزز الوحدة وتنبذ الطائفية والفتنة واستنكار الارهاب بكل افعاله المشينة".
كما شدد الناطق باسم الحشد الشعبي على أهمية وحدة العراقيين في احباط مخططات الارهاب الذي يريد تقسيم أبناء الشعب الواحد.
وقال النائب أحمد الاسدي ان "الحادث الاجرامي الارهابي في الاعتداء على الاماكن المقدسة لدى جميع ابناء الشعب العراقي تسبب بانهيارات أمنية كبيرة وخطيرة وكادت ان تسبب بفتنة طائفية وحرب أهلية".
وأضاف "لكن وعي المرجعية الدينية وحكمتها وقدرتها والتصرف بموضوعية وضبط كل ردود الافعال وبصبر الشعب العراقي وصموده وتحديه للارهاب استطعنا من تجاوز هذه المحنة الكبيرة وعلينا ان نتذكر بان الارهاب يحاول دائما البحث عن المشتركات التي تجمع الشعب لضربها واستهداف الوحدة الوطنية".
وأكد ان "الارهاب يراهن على تمزيق هذه الوحدة وتفتيتها وكلما ابتعد البعض عن الاخر كلما ضعفت وحدتنا وزادت قوة عدونا لذا علينا ان نكون أكثر عزما واصرارا وتحديا على البقاء والمحافظة على وحدة العراق ورفض كل مشاريع التجزئة والتقسيم واستهداف الوحدة الوطنية والاستعداد دائما لتقديم المزيد من التضحيات من اجل ان يبقى العراق دائما موحدا مزدهرا".
وكانت إدارة العتبة العسكرية أفتتحت في 29 من آب 2015 قبة الإمامين العسكريين بعد إكمال بناءها وطلائها بالذهب التي بدء العمل بها منذ عام 2009، مؤكدة أن العمل جارٍ لتوسيع الصحن.
اضف تعليق