الناصرية/حسين باجي الغزي
سجلت محافظة ذي قار ارتفاع ملحوظ بحالات الانتحار خلال العامين الماضين، حيث وثقت 92 حالة انتحار فعلية و72 حالة انتحار فاشلة بحسب البيانات الرسمية لمديرية شرطة المحافظة.
وحذرت السلطة المحلية من ارتفاع معدلات الانتحار بين الشباب في المحافظة، ودعت الى استحداث مركز لمعالجة تلك الظواهر الاجتماعية ووضع الحلول للحد منها، وعزت أسباب هذه الظاهرة الخطيرة الى تردي الاوضاع الاقتصادية والعوز والحرمان وتفكك البنى الأسرية وبعض السلوكيات الدخيلة على المجتمع.
ودعت الى استحداث مركز لمعالجة تلك الظواهر الاجتماعية ووضع الحلول للحد منها.
منظمة التواصل والاخاء الإنسانية في المحافظة اعلنت عن قرب افتتاح مركز متخصص لمعالجة أسباب الانتحار، هو الاول من نوعه في العراق, ليتولى عبر منظومة متخصصة من الباحثين معالجة أسباب الانتحار في المجتمع، والعمل على وضع المعالجات الممكنة للحد من هذه الظاهرة الخطيرة التي باتت تفتك بالشباب وتؤدي بهم الى التهلكة.
ويضم باحثين اجتماعيين وأطباء نفسيين وأكاديميين من جامعة ذي قار، ويعمل بالتنسيق مع عدد من رجال الدين ومديرية شرطة البلدة ومديريتي الرعاية الاجتماعية والرياضة والشباب.
وعقدت على قاعة مركز الرعاية العلمية في ذي قار، ندوة حوارية مكرسة لتدارس أسباب ارتفاع معدلات الانتحار.
وقال مشاركون ان تنامي معدلات الانتحار في ذي قار بات يشكل خطورة واضحة تستدعي دراسة حالات الانتحار المتكررة وإعداد قاعدة بيانات لإحصاء حالات الانتحار المؤكدة ومحاولات الانتحار الفاشلة لغرض الوقوف على أسبابها ووضع الحلول والمعالجات المناسبة للحد منها.
داعين الدوائر الصحية والخدمية والرعاية الاجتماعية الى "دراسة المشاكل الخاصة بالأشخاص الذين تم إنقاذهم من الانتحار والتنسيق مع إدارة المحافظة في متابعة شؤونهم".
وكان المؤتمرون قد قدموا عدد من التوصيات من بينها عقد اجتماع موسع يضم عدد من الدوائر الخدمية والصحية، واستحداث ردهه خاصة لعلاج الإمراض والأزمات النفسية التي تتسبب بالانتحار، فضلاً عن تعيين اطباء متخصصين بالأمراض النفسية وباحثين اجتماعيين لزيارة ومتابعة اوضاع الاشخاص الذين تم انقاذهم من الانتحار, والايعاز الى الدوائر والمستشفيات لاستقبال الحالات المستعصية ومعالجتها.
واعتماد استمارة مسح لتدوين المعلومات عن الاشخاص الذين حاولوا الانتحار وعن افراد اسر الاشخاص المنتحرين بغية الوصول إلى بيانات حقيقية عن حالات الانتحار في المحافظة.
ودعا مثقفون وأكاديميون الى تنظيم زيارات ميدانية للإفراد الذين حاولوا الانتحار وتقديم لهم النصح والدعم الممكن، لانتشالهم من ازماتهم النفسية والاجتماعية للأخذ بيدهم واعادة دمجهم بالمجتمع.
وتتنوع طرق ووسائل الانتحار ما بين استخدام الشنق بالحبال، والرمي بالرصاص، والصعق بالكهرباء وقطع الأوردة بآلة حادة، والغرق في مياه الأنهر وتناول السموم والعقاقير الطبية، فضلا عن الحرق.
و تعد ذي قار في صدارة المحافظات العراقية من حيث عدد حالات الانتحار بين مختلف الشرائح الاجتماعية والتي تعود لأسباب مختلفة منها ما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
اضف تعليق