تقرير /النبأ
تصاعدت وتيرة التظاهرات والاعتصامات لتبلغ ذروتها الجمعة وسط العاصمة بغداد ، وفشلت جميع المحاولات للحد منها ومنع اقامتها ، سواء بالمواقف والخطابات المتشنجة لبعض الكتل السياسية او اجراءات لقادة الامن وبيان لوزارة الداخلية ، ولتعلن بداية الإصلاح والتغيير الجذري ونهاية الوعود والخطابات والفشل السياسي ، حين اصر الشعب على رفع صوت المظلومين والتراجع الخطير بأوضاع البلاد ، بوجه السلطة وحكامها التي فرضت اجراءات غير موفقة وقطعت معظم الشوارع، مما زاد من غضب الجماهير وجعلت الاعداد المشاركة اكبر ، وتكدس طابور السيارات في مداخل العاصمة الجنوبية وسط الطريق الدولي لمسافات طويلة ، وفرض حظر التجوال في مناطق عدة ، ورغم ذلك حصلت التظاهرات ونصبت خيم الاعتصام .
واكد عدة متظاهرين ، ان اوامر صدرت القوات الامنية بقطع معظم شوارع العاصمة ومداخلها مع المحافظات وجميع الجسور الرابطة بين الكرخ والرصافة منتصف ليلة الجمعة ونشرت الالاف من الأفراد والسيارات وادخلت حالة الانذار القصوى ، في خطوة وصفت من متابعين بالفاشلة من قيادة عمليات بغداد والقوة الخاصة المكلفة بحماية المنطقة الخضراء والرئاسات ، ومكملة لسياسة الفشل الحكومية والسياسية والامنية ، وتوقفت الحركة تماما واجبر سكان بغداد على السير مسافات طويلة خاصة ونال ذاك من الحالات الطوارى للمرضى ، فيما سار المتظاهرون والمعتصمات دون تراجع واجتازوا مع جدال مع افراد الشرطة والجيش جميع الحواجز الكونكريتية والموانع والأسلاك الشائعة ، وتمكنوا من عبور جسر الجمهورية والسنك باتجاه منطقة الاعتصام الاولى امام بوابة التشريع للمنطقة الخضراء ونصب خيم الاعتصام الدائمية التي لن ترفع الا بتغيير واقع الحال وسط تطور سريع لفت انتباه المنطقة والعالم خاصة عدم حصول اي احتكاك مع رجال الجيش والشرطة وربما سجل تعاونهم الملفت .
ولحد إعداد ساعة التقرير ، فان الخيم اكتمل نصبها في بوابات التشريع والحارثية والكرادة ، وازدادت اعداد المشاركين في الاعتصام المفتوح بعد صلاة الجمعة التي أدى فريضتها الالاف وسط ذهول الأوساط السياسية وصمت الاعلام الحكومي العجيب ، عكس الاعلام الدولي والعربي الذي سلط الضوء بشكل بارز على الاعتصام السلمي المفتوح ، وبدات مراكز البحوث والدراسات الدولية بتسليط الضراء ودراسة الحالة وتطور الاوضاع في العراق ، واثارت تجاهل الحكومة الحالية لأصوات الإصلاح وحتى لصوت المرجعية الدينية التي اضطرت في النهاية الى التزام الصمت ، واتخاذ موقف من أشخاص ما بعد عام ٢٠٠٣ وعدم اهليتهم لإدارة البلاد ، وتركت الخيار لافراد الشعب بالاحتجاج ورفع صوت المظلومين والتظاهر والاعتصام .
ويرى مراقبون مختصون بالشان السياسي ، اصرار المعتصمون على تنفيذ رسالة وجهت من زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر الخميس ،"اكدت لا تراجع ولا سكوت ولا اعتداء على الأموال العامة ولا تصادم مع القوات الامنية" ، وساند المطالَب المشروعة وحقوق الشعب الذي بات يشعر بالظلم وسط خطابات الوعود وفشل الإصلاح الاقتصادي والسياسي وازدياد السرقات والفساد للمال العام ، في حين ان افرد الشعب بالملايين يعانون من معدلات الفقر والبطالة وسوء الخدمات ، ويسقط العديد من تبناه ضحايا نتيجة الخروقات الامنية او قتالهم مع القوات المسلحة والتصدي لجماعات التطرّف والارهاب المجرمة، مؤكدين ان البرنامج الحكومي ووعود الإصلاح في كافة الجوانب الخدمية والقضائية وتشريعات القوانين المهمة بقيت حبراً على ورق مما يهدد بقاء أشخاص رؤساء السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية وتجبرهم على الاستقالة تحت ضغط الثورة السلمية التي انطلقت الجمعة .
اضف تعليق