يواصل مبعوثو الكاظظمي تسليم الدعوات الخاصة بـ"قمة لدول الجوار الإقليمي" التي تعتزم حكومة رئيس الوزراء استضافتها أواخر الشهر الحالي.
وأعلنت الحكومة أن وزير الخارجية فؤاد حسين سلمّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان دعوة من الكاظمي لحضور القمة.
وقالت وزارة الخارجية في بيان لها أمس الأحد إن حسين "التقى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في العاصمة التركية أنقرة، حيث بحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين وقضايا المنطقة".
وأضاف البيان أن الوزير فؤاد حسين "سلّم الرئيس التركي رسالة دعوة من رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي لحضور اجتماع القمة المزمع انعقادها في بغداد نهاية الشهر الجاري على مستوى القادة لدول جوار العراق".
كما التقى فؤاد حسين نظيره السعوديّ الأمير فيصل بن فرحان في الرياض، يوم الأحد ويبحثان العلاقات الثنائيَّة، وسُبُل تعزيزها بما يحقق المصالح المُشتركة، كما بحثا القضايا الإقليميَّة، والدوليَّة التي تهمّ البلدين الشقيقين، وأهمِّية تضافر الجُهُود لحلحلة الأزمات التي تُعاني منها المنطقة.
هذا وقد سلّم الوزير حسب بيان الخارجية رسالة دعوة من رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظميّ، مُوجهة إلى الملك سلمان بن عبدالعزيز، بشأن إجتماع قمة دول جوار العراق المزمع عقدها نهاية الشهر الحالي.
يذكر أن وزير التخطيط خالد بتال النجم سلّم هو الآخر الأسبوع الماضي أمير الكويت نواف الأحمد الصباح دعوة مماثلة من الكاظمي للغرض نفسه. وأول من أمس استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع جمعة عناد سعدون.
وقال مصدر رسمي: "بالإضافة إلى أن القمة المتوقع انعقادها نهاية شهر أغسطس (آب) الحالي تشمل دول الجوار الجغرافي الست للعراق فإن من المؤمل توسيع نطاقها لكي تكون قمة إقليمية تشارك فيها أيضا كل من جمهورية مصر العربية والإمارات العربية المتحدة وقطر، كما وجهت دعوات إلى دول أوروبية والولايات المتحدة الأميركية".
وأضاف المصدر "من المؤمل أن تتحرك وفود رفيعة المستوى لتسليم الدعوات إلى باقي الزعماء في دول الجوار والجوار الإقليمي مثل المملكة العربية السعودية والكويت والأردن وإيران ومصر والإمارات وقطر".
وعما إذا كانت الدعوة سوف توجه للرئيس السوري بشار الأسد، قال المصدر الرسمي: "لا يعرف حتى الآن ما إذا كان ستوجه الدعوة إلى سوريا لحضور المؤتمر أم لا، مع أن جدول أعمال القمة يتضمن مناقشة القضية السورية".
وعن هذه القمة التي تستعد بغداد لاستضافتها وسط تقاطعات بين دول المنطقة على مستويات مختلفة، يقول الأكاديمي العراقي وأستاذ العلوم السياسية عامر حسن فياض إن"المبادرة لعقد مثل هذه القمة إيجابية بحد ذاتها بصرف النظر عن النتائج التي سوف تتمخض عنها".
وأضاف أن "أكثر من نصف مشاكل العراق هي ليست داخلية بقدر ما هي خارجية حيث إن المعلن هو أنها داخلية لكن المستتر الذي يعرفه الجميع هو أنها مشاكل خارجية، حيث إن مما يؤسف له هو أن كل الأطراف العراقية تقريبا تستقوي بأطراف خارجية من دول محيطة وأخرى بعيدة، وبالتالي فإن بعض هذه الأطراف التي تستقوي بالخارج لا تريد لهذه القمة النجاح، وأن من يريد لها النجاح هي الأقلية العراقية المؤمنة بالعراق كدولة يجب أن تستعيد وضعها الإقليمي والدولي".
وأشار فياض إلى أن "العراق قد لا يكفي أن يكون وسيطا أو قاضيا قادرا على الحكم لكنه يريد من هذه القمة أن يسقط الحجج حيال الآخرين ومن بينها الفكرة المتداولة على مدى سنوات طويلة بعد عام 2003 وهي أن العراق منعزل بينما الحقيقة أن العراق كان معزولا"، مؤكدا أن "الولايات المتحدة الأميركية تنبهت إلى هذه العزلة وطلبت من العديد من دول الجوار والدول العربية الانفتاح على العراق لأن هذه العزلة هي التي تركت الفراغ لإيران".
وحول مدى إمكانية نجاح هذه القمة، يقول فياض إن "هذا يعتمد على الضوء الأخضر من الكبار وبخاصة الولايات المتحدة الأميركية"، مختتما تصريحه بالقول إن "العراق لا يريد أن يبقى ساحة لتصفية الحسابات بين جيرانه أو دول المنطقة، وبالتالي فإن هذه الدعوة فحواها بدل من أن تتصارعوا في الساحة العراقية تعالوا تفاوضوا في العراق خصوصا أنه لا يريد أن ساحة استقطابات أو محاور".
المصدر: صحيفة الشرق الاوسط
اضف تعليق