قال سؤدد الصالحي في تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي" إن الولايات المتحدة تعهدت بسحب قواتها من العراق بحلول نهاية العام، ويتساءل العديد من الناس عمن يستطيع أن يملأ الفراغ الذي ستتركه واشنطن. وأوضح الصالحي أنه في نهاية الأسبوع الماضي، أثناء حضوره قمة إقليمية في العاصمة العراقية، بدأ إيمانويل ماكرون في الترويج لفرنسا.
قال مسؤولون عراقيون وأمريكيون لـ"ميدل إيست آي" إن الرئيس الفرنسي يريد تقديم باريس على أنها داعم وحليف إستراتيجي لحكومة بغداد. وكان عقد قمة إقليمية في العاصمة العراقية مكانًا مثاليًا للبدء. تعتبر العلاقات العراقية الفرنسية جيدة ومستقرة.
بالنسبة لفرنسا – يشير الصالحي – فإن الانسحاب الأمريكي المخطط له هو فرصة للتوغل في العراق، وإنشاء منصة انطلاق لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط، وتوفير التوازن مع النفوذ الإيراني، والتنافس مع تركيا، حليفة الناتو التي غالبًا ما تكون على خلاف معها.
وقال مسؤولون عراقيون: إن الفرنسيين يعتقدون أنه بعد عقود من الحرب والاضطرابات، فإن العراق مستعد لاستقبالهم، وسيوفر لهم قاعدة لبناء جسور سياسية واقتصادية مع دول المنطقة. وشهد مؤتمر بغداد للشراكة والتعاون الذي عقد نهاية الأسبوع الماضي إطلاق هذه الخطة. كانت البوابة الرسمية التي دخلت فرنسا من خلالها إلى العراق لتقديم نفسها على أنها "شريك للحكومة العراقية في اهتماماتها وراعية لمصالح العراق الإقليمية والدولية"، على حد تعبير مسؤول عراقي.
قال سياسيون ومسؤولون لموقع "ميدل إيست آي" إنه في نهاية المطاف لا تمتلك باريس المقومات الصحيحة للنجاح على المدى القصير. لقد استثمرت الولايات المتحدة، وإيران، وتركيا، والمملكة العربية السعودية، ودول أخرى لها تأثير حقيقي في العراق الكثير من الأموال، وأقامت علاقات قوية على مدى العقدين الماضيين. ولا يمكن لفرنسا الوافدة المتأخرة أن تتباهى بأنها فعلت الشيء نفسه.
قال أحد أعضاء فريق الكاظمي لـ"ميدل إيست آي": "لن ينجح الفرنسيون في ملء الفراغ الذي قد تتركه الولايات المتحدة في العراق. إنهم يسعون فقط لتحويل المساحة المتاحة إلى موطئ قدم للتوسع في الشرق الأوسط". وأضاف أن "المنطقة من وجهة نظر الفرنسيين الآن ناضجة وجاهزة لاستقبالهم؛ لأن العراقيين مرهقون، وبلدهم في حالة خراب، وسوريا في حالة خراب، واليمن شبه مدمر، وهذا يعني أن هناك حوالي 250 مليون شخص يحتاجون إلى البناء سياسيًا وماليًا".
وأشار المصدر إلى أن الكاظمي سمح بمشاركة فرنسا في مؤتمر بغداد احترامًا لدورها في إقامته في المقام الأول. لكن المؤتمر كان بالأساس يدور حول تعيين الكاظمي كوسيط إقليمي، وفوزه بولاية ثانية في السلطة، وليس ماكرون. يختتم الكاتب قائلًا: "إلى أي مدى سينجح أي منهم؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة".
اضف تعليق