بعد خمسة أشهر على الانتخابات التشريعية المبكرة شهدت محاولات عدة لتفكيك عقد الوضع السياسي، ظهر في اليومان الماضيان مفاجآت جديدة تمثلت باتصال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ومناقشة الطرفين الوضع السياسي بالبلاد مع عرض اسم سفير العراق لدى بريطانيا جعفر الصدر مرشحا لمنصب رئيس الوزراء.
على وقع هذا التحول المفاجئ في الوضع السياسي، تبرز العديد من الأسئلة عن الأسباب التي أدت إلى هذا التقارب المفاجئ بين الصدر والمالكي وعلاقة ذلك بالتحالف الثلاثي الذي يضم التيار الصدري وتحالف السيادة بزعامة خميس الخنجر والحزب الديمقراطي الكردستاني وسعي التيار لتشكيل حكومة أغلبية وطنية التي طالما أكد عليها الصدر.
على الجانب الآخر، يعتقد مدير مركز القرار السياسي حيدر الموسوي أن التحالف الثلاثي بين الصدر والسيادة والديمقراطي الكردستاني وصل إلى طريق مسدود بعد قرار المحكمة الاتحادية الأخير بأن جلسة اختيار رئيس الجمهورية تتطلب حضور 220 نائبا تحت قبة البرلمان، وهو ما لا يمتلكه التحالف الثلاثي الذي لا تتجاوز عدد مقاعده النيابية 168 نائبا، لافتا إلى أن ذلك ترجم إلى خلافات حقيقية داخل التحالف الثلاثي، وفق الموسوي.
ويتابع أن الاتصال بين الصدر والمالكي كان بوساطة خارجية وداخلية وأن التحالف الثلاثي أدرك أنه لا يمكن تشكيل حكومة ائتلافية أو أغلبية على اعتبار أن أي كتلة سياسية لم تحظَ بعدد مقاعد مريح لتشكيل الحكومة.
وأضاف الموسوي أن العقدة الأكبر التي لا تزال مستمرة وتتمثل بترشيح رئيس الحكومة القادمة، مبينا أنه ورغم أن جعفر الصدر مقبول من الطرفين إلا أن المعضلة تكمن في الجهة التي سترشحه، بما يعني مشكلة تسمية الكتلة الأكبر ورغبة الإطار في أن تتم تسمية رئيس الوزراء بصورة مشتركة، وفق الموسوي.
ووصف رئيس تحالف السياد خميس الخنجر، اليوم السبت، أجواء اجتماع الحنانة في محافظة النجف بـ"الإيجابية".
وكان وفد من الإطار التنسيقي يضم هادي العامري، فالح الفياض، احمد الاسدي يرافقهم رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ورئيس تحالف السيادة قد اجتمع في وقت سابق من اليوم مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في مقر الأخير بمنطقة الحنانة في النجف.
وقال الخنجر في تغريدة له، "نؤكد دائما على أهمية الحوار الوطني نحو تجاوز العقبات واستكمال الاستحقاقات الدستورية، فالعراق بحاجة إلى التفاهم والاستقرار".
وأضاف، "شكرا للسيد مقتدى الصدر على مبادرته الكريمة، وأملنا كبير من خلال الأجواء الإيجابية التي رافقت لقاءنا اليوم؛ في الوصول قريباً إلى حكومة قوية تعبر بالبلاد إلى برّ الأمان".
وفي ختام الاجتماع غرد الصدر على تويتر بوسمه المعروف #لاشرقية_ولاغربية #حكومة_اغلبية_وطنية.
اضف تعليق