أحيا مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله في كربلاء المقدسة ذكرى الفاجعة العظيمة بشهادة أم المصائب وشريكة الجهاد المقدّس لسيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام السيدة الجليلة زينب بنت أمير المؤمنين عليهما السلام بمجلس عزاء صبيحة يوم السبت الخامس عشر من شهر رجب 1437 هجرية.
استهل المجلس بتلاوة قرآنية مباركة، ومن ثم ارتقى المنبر المبارك فضيلة الخطيب الشيخ زهير الأسدي وقد استمد بحثه من حديث الإمام زين العابدين علي بن الحسين السجاد عليهما السلام لعمته زينب سلام الله عليها: "يا عمّة أنت بحمد الله عالمة غير معلّمة وفهمه غير مفهّمة".
فعقّب موضحاً ان الإمام عليه السلام كان في مقام بيان منزلة وصفات السيدة زينب عليها السلام، وهي المرأة التي أصبحت ملجأ الشيعة في مرحلة مرض الإمام زين العابدين عليه السلام، وقد ورد هذا المعنى في رواية نقلها الشيخ الصدوق رضوان الله عليه.
وأضاف: ان المرأة التي تصلح مفزعاً للمؤمنين لابد انها تحمل صفات عالية وسامية تؤهلها لذلك، لذا أصبحت وبجدارة شريكة سيد الشهداء عليه السلام في جهاده ونهضته المباركة.
واستطرد مبيناً أن الإمام السجاد عليه السلام في حديثه المتقدم بيّن ان السيدة زينب عليها السلام تتلقى العلم كما يتلقاه المعصوم عليه السلام لا كما يتلقاه سائر الناس، فإن للمعصومين عليهم السلام طرق خاصة في تلقي العلم والروايات كثيرة في هذا الصدد، وفي بعضها ان رسول الله صلى الله عليه واله بمجرد ان ضمّ أمير المؤمنين عليه السلام إلى صدره علّمه ألف باب من العلم يفتح له من كل باب ألف باب.
وأوضح كذلك: ان أبناء المعصومين عليهم السلام لاسيما البارزين منهم قد تلقوا أنواع العلوم من المعصومين عليهم السلام بالطرق الخاصة ويدل على ذلك ما روي في قصة أبي هاشم الجعفري وتعلّمه سبعين لغة من لغات العالم من قبل الإمام الهادي بالطريق الخاص، والسيدة زينب عليها السلام كانت من فضلاء أبناء المعصومين ومن المبرّزين منهم وقد تلقت العلوم العظيمة منهم عليهم السلام بالطرق الخاصة ولذا كانت مهيئة لتكون ملجأ الشيعة ومفزعهم.
كذلك انتقد ما يشيعه البعض مما يسموه بتحرر المرأة وأهمية مخالطتها للرجال في الأعمال وغيرها لتكسب بذلك الخبرة الكافية، مؤكداً ان السيدة فاطمة والسيدة زينب عليهما السلام كانتا من المخدَّرات وكما ورد في رواية يحيى المازني حيث انه جاور أمير المؤمنين عليه السلام سنين متمادية فلم يسمع لزينب عليها السلام صوتاً أو يرى لها شخصاً، وهذه هي النشأة الصحيحة والإنبات الصالح، ولذا حينما دعاهما العلم للإنكار والواجب الشرعي لفضح الظالمين نجد السيدة الزهراء عليها السلام أدت الواجب بدقة عظيمة يعجز الرجال عن الإيتاء بمثله.
وكذا كانت السيدة الجليلة زينب عليها السلام ففضحت الظالمين سواء كان في الكوفة وفي مقدّمتهم عبيد الله بن زياد أم في الشام وعلى رأسهم الطاغية يزيد، واستمرت في جهادها حتى دُس السم اليها فمضت غريبة في ارض الشام مظلومة شهيدة.
اضف تعليق