كشف وزير الصحة السابق جعفر علاوي، عن وفاة مائتي ألف عراقي بفيروس كورونا، من عودة انتشار الفيروس في عموم العراق وبذات القوة التي ابتدأت الاصابات بها اذا لم تتخذ اجراءات حاسمة ورادعة تتناسب مع تعليمات منظمة الصحة العالمية.
وقال علاوي في حديث صحافي، ان "اهم اسباب عودة ارتفاع الاصابات بفايروس كورونا هو عدم الالتزام بتعليمات منظمة الصحة العالمية، والخاصة بالحد من الاختلاط وارتداء الكمامات واعتماد التعقيم، والاهم من ذلك السيطرة على الحدود مع الدول الاقليمية، ايران خاصة، التي يتوافد منها الالاف خلال المناسبات الدينية دون مراقبة موضوع اللقاحات والفحوصات الطبية".
وأضاف :"لا بد من الاجراءات الرادعة التي اعتمدناها مع اول الاصابات بفايروس كورونا عندما كنت وزيرا للصحة، فما بين شباط 2020، وبداية تموز من نفس العام، اي خلال سبعة اشهر كانت هناك 980 اصابة و77 حالة وفاة، في وقت لم يكن العالم كله، وليس نحن فقط، يعرف اي شيء عن الفايروس واسبابه وطرق الوقاية منه وعلاجه، كما لم يكن العالم قد توصل الى ايجاد اللقاحات اللازمة لردع الفايروس".
وافاد وزير الصحة السابق بأن "عدد الوفيات في العراق نتيجة الاصابة بفايروس كورونا بلغ حتى اليوم أكثر من 200 الف شخص من مجموع 3 ملايين اصابة"، منبها "على اهمية التشديد بموضوع اخذ اللقاح بجرعاته الثلاث خاصة وان العراق وفر منذ البداية اللقاح الصيني (سينو فارم) وكان ممتازا جدا في خلق مناعة بالدم، ثم توفر اللقاحين المتطورين، البريطاني (استرا زنيكا) والاميركي (فايزر)، وحسب معلوماتي فانه يوجد اليوم في العراق خزين ممتاز من اللقاحات يزيد عن حاجة العراقيين"، مشيرا الى ان "المشكلة تكمن بامتناع غالبية من المواطنين اخذ اللقاح نتيجة جهلهم باهميته وبخطورة عدم اخذ جرعات اللقاح وبامكانية تعرضهم للاصابة بالفايروس الذي قد يؤدي بحياتهم، والمصيبة الاكبر هي ان هناك من يحصل على بطاقة اللقاحات، سواء مقابل الاموال او عن طريق العلاقات الشخصية، دون ان ياخذها، وهذا يتطلب اتخاذ اجراءات قضائية رادعة ومراقبة هذه الحالات التي تشكل خطرا حقيقيا على عموم المجتمع".
واوضح علاوي ان "اخذ اللقاحات تعني ضعف الفايروس وخلق مناعة عامة تقلل من مخاطر فايروس كوفيد 19، لهذا تشدد منظمة الصحة العالمية على ضرورة اخذ اللقاحات وهذا يحتاج لاجراءات رادعة وحاسمة لان الموضوع يهدد الصحة العامة وحياة الملايين".
وتحدث علاوي عن مخاطر الفساد "الذي تعاني منه وزارة الصحة اضافة الى شحة مواردها"، وقال "عندما تسلمت مسؤولية وزارة الصحة فصلت 6 مدراء عامين و12 طبيب عن العمل في الوزارة بسبب الفساد، كما اغلقنا 176 صيدلية لتلاعبهم باسعار الادوية ولانها تعمل بلا اجازة"، مشيرا الى ان "محاربة الفساد باية مؤسسة حكومية عراقية يحتاج الحزم والقوة ومواجهة حيتان الفساد، فمثلا انا وقفت ضد شراء لقاح شلل الاطفال بسعر 137 مليون دولار بينما كان سعره 12 مليون دولار، وهناك وزيرة صحة سابقة وافقت على شراء الـ(نعال) الذي ينتعله الاطباء والممرضين في غرفة العمليات بسعر 27 دولار لـ(النعال) الواحد في حين ان سعره الحقيقي هو نصف دولار، ولنا ان نتخيل حجم الفساد في بقية مفاصل الوزارة فيما يتعلق بالادوية والمستلزمات الطبية".
اضف تعليق