اتخذت القوات الأمنية إجراءات أمنية مشددة، وقطعت عدداً من الطرق والجسور الحيوية القريبة من المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، التي تضم مبنى البرلمان والمباني الحكومية والسفارة الأميركية، بالتزامن مع جلسة برلمانية تعقد اليوم السبت، وسط مخاوف من خروج تظاهرات رافضة للجلسة أو عمليات قصف لمنعها.
والجلسة المقررة هي الثانية بعد استئناف البرلمان عمله إثر تعطل دام لنحو شهرين؛ بسبب الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد، وقد خلا جدول أعمالها من ملف اختيار رئيس للجمهورية، الذي لم تحسم القوى الكردية الخلاف بشأنه، فيما ستناقش الجلسة ملف القصف الإيراني على مناطق في إقليم كردستان العراق، فضلاً عن مشاريع قوانين أخرى.
واستهدفت إيران، الأسبوع الماضي، معسكرات للمعارضة الايرانية الكردية في بلدات ومناطق حدودية داخل الإقليم، تقول طهران إن هذه المجموعات تتورط بعمليات مسلحة داخل مناطق في محافظة كردستان، غربي إيران، المجاورة للعراق.
ومنذ أمس الجمعة، قطعت القوات الأمنية جسر السنك المؤدي إلى المنطقة الخضراء بحواجز اسمنتية، كذلك جسر الجمهورية مغلق أيضاً، تزامناً مع انتشار القوات في ساحتي التحرير والطيران وسط العاصمة.
ومع ساعات الصباح الأولى، عززت القوات الأمنية من انتشارها العسكري بشكل مكثف، وسط عمليات تفتيش مشددة للسيارات والمارة، ولا سيما في المناطق المحيطة بالمنطقة الخضراء.
وقال ضابط في قيادة عمليات بغداد (الجهة المسؤولة عن أمن العاصمة)، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إنّ "القوات بدأت بالفعل تطبيق خطة أمنية مشددة لتأمين المنطقة الخضراء"، مبيّناً أنّ "الخطة بدأت بالفعل منذ أمس، وجرى تشديدها صباح اليوم، وقد نُشر العديد من الحواجز الأمنية المتنقلة في مناطق الكرادة والجادرية والقادسية والحارثية المحيطة بالمنطقة الخضراء".
مع ساعات الصباح الأولى، عززت القوات الأمنية من انتشارها العسكري بشكل مكثف
وأوضح الضابط أنّ "تلك الحواجز تعمل على تفتيش السيارات والمارة"، مضيفاً أن "الخطة لا تركز فقط على تلك المناطق، بل شملت مناطق أخرى غير تلك المحيطة بالخضراء".
وأشار إلى أنّ "التعليمات التي صدرت من الجهات العليا، ركّزت على تجنب الصدام مع أي تظاهرات قد تخرج، مع منع وصول أي آليات أو دراجات نارية أو توك توك قرب المنطقة الخضراء"، مشدداً على أنّ "أي ظواهر خارجة عن القانون أو محاولات لإرباك الأمن أو عمليات استهداف معينة، سيجري التعامل معها بقوة".
وتعيش البلاد أزمة هي الأطول من نوعها، إذ حالت الخلافات بين القوى السياسية دون تشكيل حكومة جديدة منذ الانتخابات الأخيرة التي جرت في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
اضف تعليق