محمد التميمي/ بغداد
أكد الباحث في الشأن العراقي نزار حيدر، اليوم الخميس، على الانباء التي تتحدث عن تأجيل انشاء مشروع خط أنابيب البصرة – العقبة بسبب ضغوطات سياسية.
وقال حيدر، لـ"وكالة النبأ"، انه "لا يختلف اثنان على ان المشروع هو سياسي بامتياز ليس للعراق منه اية جدوى اقتصادية، وهو جزء من مشروع التطبيع الذي يراد أن يُفرض على العراق فرضا، كون الأنبوب يوصل بترول البصرة الى ميناء العقبة الأردني المحاذي الى اسرائيل ولذلك كان من الغريب جداً ان تستمر حكومة السوداني بتبنيه وبهذه القوة على اعتبار انها اطارية بامتياز وان الاطار هو صاحب شعارات المقاومة والممانعة".
وبين أن "هذا مشروع استراتيجي بعيد المدى لا يمكن ان ننتظر من الحكومة الحالية تنفيذه والانتهاء من العمل به، فهو من الناحية الفنية والتقنية والامنية بحاجة الى وقت لتنفيذه، لذلك فان المهم بالمشروع حالياً هو القرار السياسي الذي تبعه القرار الاداري، وتبقى الخطوات الاخرى تاتي تباعاً على مدى السنين القادمة اذا سارت الامور السياسية والأمنية الداخلية والإقليمية بشكل طبيعي".
وأضاف ان "معوقات هي التي ظلت تعرقل تنفيذ المشروع على الرغم من أن أول من تبناه واتفقت ووافقت عليه بعد التغيير عام ٢٠٠٣ هي حكومة المالكي الاولى؛ كما ان الرأي العام الرافض باعتبار ان المشروع كما أسلفت لا يستفيد منه العراق اقتصادياً في شيء مع وجود بدائل ارخص واضمن وامن، لذلك فان العراقيين يعتبرون المشروع سرقة لخيراتهم في وضح النهار، إضافة إلى ان التكلفة العالية جداً والضغوط التي تعرضت لها بغداد تتحمل نفقاته حتى داخل الاراضي الاردنية، وهو الأمر الذي وافق عليه السوداني على مضض، ولكنه يبدو لي انه سكت عن الموضوع بعد ان لمس المعارضة القوية في الشارع ومن قبل بعض شركائه السياسيين بل وحتى من بعض أعضاء كابينته الوزارية ومستشاريه الذي لم يقدموا تقييما ايجابياً لمثل هذه الخطوة تحديداً".
وختم الباحث في الشأن العراقي قوله ان "الفصائل المسلحة المرتبطة بقرارها بالجارة الشرقية والتي ترى في المشروع تعارضاً عن مصالحها الاستراتيجيَّة، ولذلك فهي تظل تعرقل تنفيذ المشروع مهما مورس من ضغط على بغداد لتنفيذه ما لم يتم التفاهم وتسوية الامور معها بشكل او باخر".
اضف تعليق