العراق

هل يستطيع مشروع العراق الجديد منافسة قناة السويس؟

مصر تعمل على أن تجد لنفسها مكانة. ص

أكد أستاذ الطرق بكلية الهندسة بجامعة بني سويف في مصر عبدالله أبوخضرة، أنه لا يوجد مشروعات تستطيع المساس بقناة السويس ولا منافستها.

وأوضح، أن موقع مصر الاستراتيجي يفرض نفسه على أي مشروعات مماثلة تجرى في مصر، مشيرا إلى أن موقع مصر الذي يربط بين أوروبا وآسيا وإفريقيا له أهميته وتفرده من بين كل المواقع الموجودة في المنطقة.

وشدد على أن موقع قناة السويس لا غنى عنه، حيث إن 12% من حركة التجارة العالمية تمر عبر قناة السويس، خاصة وأن السفن المارة بقناة السويس لا تحتاج إلى أعمال شحن وتفريغ للمنتجات التي تحملها السفن، حيث تمر السفن كما هي بالشحنة التي تحملها، وبالتالي لا يوجد أي تلفيات في الشحنة الموجودة، فضلا عن تسهيل عملية الانتقال من خلال عمل ازدواجية للمرور بقناة السويس كما أن توسيعها قلل ساعات الانتظار التي كانت تصل إلى 11 ساعة ، وهو أمر انعكس إيجابيا على حركة التجارة العالمية.

وأوضح أن حرص مصر وجهودها على تحسين الخدمات المقدمة، يساهم في القضاء على الافكار الأخرى الموجودة في المنطقة، أيا كان شكلها ونوعها.

وشدد على أن مصر تعمل على أن تجد لنفسها مكانة، وتحتل مرتبة عالية في منظومة تجارة الترانزيت واللوجيستيات على مستوى العالم، وهو هدف رئيسي تسعى له القيادة السياسية في مصر منذ تولي المسئولية في 2014، من خلال تطوير كافة المحاور الداخلية والربط الداخلي القوي، مع تطوير المواني البحرية والبرية بشكل كبير، وتسهيل الحركة ، فضلا عن الربط بين المواني البحرية بخطوط سكك حديدية لتسهيل عملية الانتقال ، وجود النقل متعدد الوسائط وهو الربط بين النقل البحري ، والنهري ، والسطحي من خلال السكة الحديدية أوالطرق، وتعظيم الخدمة بشكل كبير من خلال عمل حارات خرسانية لسيارات نقل البضائع بمساحات وسرعات مختلفة، لتعظيم درجات السلامة والآمان، كل هذا من شأنه أن يساهم في تقدم مصر في مراتب النقل وجودة الطرق.

وأوضح أن ربط الدولة المصرية بمحيطها الخارجي بأفكار عديدة، مثل طريق القاهرة كيب تاون، الطريق الذي سيربط مصر بشمال إفريقيا حتى المحيط والمغرب، وطريق ربط مصر بتشاد حيث أنه مجرد الوصول إلى تشاد تكون قد وصلت إلى غرب إفريقيا، مشددا على أن تفعيل مقولة مصر هي مفتاح إفريقيا يتم من خلال الأفكار الحالية.

وأشار إلى أن هناك مقترحات وأفكارا عن مراحل جديدة من القطار الكهربائي السريع الذي سيمتد إلى جنوب إفريقيا، والمغرب ، وهو الأمر الذي يعمل على تعظيم الاستفادة من موقع مصر الفريد والمتميز بشكل كبير ، خاصة وأن موقع مصر يعد نقطة أساسية لحركات التجارة حول العالم على مر التاريخ ، مشيرا إلى رغبة الصين في إعادة طريق الحرير ومصر تعد نقطة هامة من مراكز هذا المشروع الضخم.

وأشار إلى أن الربط بين المواني البحرية يسهل عملية النقل، مضيفا أن استمرارية الرحلة للسفينة بدون عملية شحن وتفريغ تقلل معدلات الفاقد التي تحدث، وهذا ما يعطي التميز لقناة السويس، مشيدا بجهود القائمين على تنفيذ المشروع القومي المصري الضخم لعملية ازدواج المجرى الملاحي لقناة السويس ، مما أدى لاستيعاب أكبر لحجم السفن، وحجم إيرادات قناة السويس.

ولفت إلى أن هناك تسابقا من الشركات العالمية للعمل في محور تنمية قناة السويس، ومن بينها شركة ميرسك الدنماركية الدولية لشحن الحاويات، مشيرا إلى أن دخولها في شراكة مع الدولة المصرية لعمل أكبر محطة للهيدروجين الأخضر للسفن في هذه المنطقة حول العالم، دليل على أن قناة السويس محتفظة بأهميتها رغم كل الأفكار التي تتم في المنطقة.

يذكر أن العراق أطلق مشروعا بقيمة 17 مليار دولار لربط ميناء مهم للسلع على ساحله الجنوبي بالحدود مع تركيا عبر مد شبكة سكك حديدية وطرق، في خطوة تهدف إلى تحويل اقتصاد البلاد بعد حروب وأزمات لعقود. ويهدف طريق التنمية إلى ربط ميناء الفاو في جنوب العراق الغني بالنفط بتركيا، ليحول البلاد إلى مركز عبور باختصار وقت السفر بين آسيا وأوروبا في محاولة لمنافسة قناة السويس.

 

 

 

 

اضف تعليق