كتب يريفان سعيد مقالةً توسمت"هجوم في العراق يبعث برسالة: العراق مغلق أمام أعمال الطاقة الغربية".
وسلط الكاتب في مقالته الضوء على التوترات الجيوسياسية حول قطاع الطاقة في العراق، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات بين العراق والولايات المتحدة، وتأثير ذلك على نفوذ إيران في المنطقة.
وكالة النبأ لخصت المقالة بأهم ما جاء فيها:
1. التحولات في السياسة العراقية وتأثيرها على إيران:
زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى الولايات المتحدة: في أبريل/نيسان، قام رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بزيارة إلى الولايات المتحدة حيث التقى بالرئيس جو بايدن وقادة الأعمال الأمريكيين، مما أثمر عن توقيع عشرات مذكرات التفاهم التي تركز على التجارة والطاقة.
التعاون مع تركيا والخليج: عقب عودته، استضاف السوداني الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووقعوا عشرات الاتفاقيات، بما في ذلك مشروع بنية تحتية كبير لطريق التنمية. شملت هذه الاتفاقيات حضور وفود من الإمارات وقطر، مما يعكس الأهمية الإقليمية الواسعة.
2. استثمارات الطاقة الغربية وتحدياتها:
استثمارات أمريكية في قطاع الطاقة: العراق يسعى لجذب الاستثمارات الأمريكية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة وتقليل الاعتماد على الغاز الإيراني.
الهجمات على مشاريع الطاقة: تعرض حقل خور مور، أحد أهم مواقع إنتاج الغاز في العراق، لهجمات بطائرات بدون طيار تتهم بها جماعات مسلحة موالية لإيران. هذه الهجمات تهدف إلى عرقلة الجهود العراقية لتنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على إيران.
3. الاستراتيجية الإيرانية والردود:
النفوذ الإيراني في العراق: إيران لديها نفوذ كبير في العراق من خلال الميليشيات الموالية لها والسيطرة على قطاعات الأمن والاقتصاد. تستغل إيران هذا النفوذ لمواجهة التحركات العراقية التي تهدد مصالحها.
الهجمات المتكررة كأداة سياسية: الهجوم الأخير على حقل خور مور يعتبر رسالة واضحة من إيران إلى الولايات المتحدة وتركيا بأن الاستثمار في العراق قد يكون محفوفًا بالمخاطر بسبب الصراعات الإقليمية.
4. العقبات أمام الاستثمارات الغربية:
انسحاب الشركات الأمريكية: بالرغم من توقيع العديد من الاتفاقيات مع شركات أمريكية كبرى، إلا أن عدم استقرار الأوضاع الأمنية والاقتصادية دفع تلك الشركات إلى تقليص وجودها في العراق، مما أفسح المجال أمام الاستثمارات الصينية لتملأ الفراغ.
الفساد والبيروقراطية: تعاني الشركات الأمريكية من تعقيدات البيروقراطية والفساد في العراق، مما يعرقل عملياتها ويدفعها إلى التفكير في تقليص نشاطها أو الخروج من السوق العراقية.
5. مشروع طريق التنمية التركي وتأثيره الجيوسياسي:
التعاون التركي العراقي: مشروع طريق التنمية الذي يربط البصرة بتركيا يهدف إلى تعزيز التجارة الإقليمية وتقليل الاعتماد على إيران. يمثل هذا المشروع تحديًا استراتيجيًا لإيران التي ترى في تركيا منافسًا قويًا.
الإمكانيات المستقبلية: المشروع يفتح آفاقًا جديدة لتطوير خط أنابيب للغاز الطبيعي القطري إلى تركيا عبر العراق، مما يعزز من دور العراق كمصدر رئيسي للطاقة في المنطقة.
6. توصيات لحل الصراع الجيوسياسي:
التحول إلى نهج تعاوني: يوصي المقال بأن تتبنى الولايات المتحدة وإيران نهجًا تعاونيًا بدلاً من التنافس العدائي، يركز على تحسين حياة العراقيين وضمان استقرار البلاد.
إشراك القيادة الكردية: يقترح المقال أن تلعب القيادة الكردية دور الوسيط بين الولايات المتحدة وإيران، من خلال توفير بيئة آمنة للحوار بين الأطراف المتنازعة.
الختام:
يخلص المقال إلى أن العراق يملك إمكانات كبيرة ليصبح لاعبًا رئيسيًا في قطاع الطاقة، ولكن لتحقيق ذلك، يجب على القوى الإقليمية والدولية تجاوز المصالح الجيوسياسية قصيرة الأمد والتركيز على تطوير البنية التحتية وتحسين حياة المواطنين العراقيين. هناك حاجة إلى تحول في التفكير من الصراع إلى التعاون من أجل بناء مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا للعراق والمنطقة بأسرها.
اضف تعليق