أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن اختيار التحالف الفائز بتنفيذ مشروع مترو ‏بغداد، وهو مشروع يُعتبر خطوة هامة نحو تحسين نظام النقل في العاصمة وتعزيز النمو ‏الاقتصادي. ‏

يعتبر هذا التطور بمثابة قفزة كبيرة نحو تحديث البنية التحتية للعراق، الذي عانى لسنوات من أزمات ‏في مجال النقل والبنية التحتية بسبب الحروب والفساد.‏

تعود فكرة مشروع مترو بغداد إلى الثمانينيات، ولكنها تأجلت بسبب سنوات طويلة من النزاع ‏والعقوبات الدولية، إذا تمت الموافقة على تنفيذ المشروع، فسيكون هذا هو أول نظام مترو في ‏العراق، مما يمثل إنجازاً بارزاً في تطوير البنية التحتية للبلاد‎.‎

تفاصيل المشروع والتحالف الفائز

ترأس السوداني اجتماعاً أعلن فيه عن فوز تحالف شركتي "فاسخود" و"ونتر كابيتال" بتصميم وبناء ‏وتشغيل وصيانة وتمويل مترو بغداد. يشمل التحالف شركات دولية من فرنسا وإسبانيا وتركيا، بدعم ‏من بنك ألماني. من بين الشركات البارزة في التحالف، المجموعتان الفرنسيتان "سيسترا" ‏و‎"SNCF"‎، والشركات الإسبانية "ألستوم" و"تالغو" و"سينير"، وشركات البناء التركية المتخصصة، ‏بالتعاون مع "دويتشه بنك‎".‎

التوقعات المستقبلية

يمتد مشروع مترو بغداد على مسافة 148 كيلومتراً ويشمل سبعة خطوط، مما سيعزز بشكل كبير ‏نظام النقل في العاصمة التي يتجاوز عدد سكانها 8 ملايين نسمة. سيوفر المشروع ربطاً فعالاً بين ‏مختلف مناطق بغداد والمدن الحديثة مثل الجواهر وعلي الوردي ومدينة الصدر الجديدة‎.‎

الجدول الزمني والتكلفة

ستبدأ قريباً المفاوضات بين أمانة بغداد وهيئة الاستثمار والتحالف لاستكمال التفاصيل الفنية والمالية ‏والتشغيلية للعقد، وفقاً لقرار مجلس الوزراء رقم 23374 لسنة 2023. قال مستشار رئيس الوزراء ‏للنقل ناصر الأسدي لرويترز العام الماضي إن تكلفة المشروع ستتجاوز 18 مليار دولار، وسيغطي ‏‏85% من مساحات العاصمة‏‎.‎

سيخدم المترو مواقع دينية وجامعات ووزارات وملاعب وأسواق رئيسية، ويتضمن سبعة خطوط ‏متقاطعة، مع عبور الأنهار في ثلاثة مواقع، و64 محطة، وأربعة مواقف للسيارات، كل منها يتسع ‏لـ10 آلاف سيارة، مما سيسهم في تقليل الازدحام داخل المدينة‎.‎

التمويل والميزانية

في ديسمبر/كانون الأول 2023، وافق مجلس الوزراء العراقي على إدراج مشروع مترو بغداد ‏ضمن الموازنة الاستثمارية لبلدية بغداد، بتكلفة أولية تبلغ 913 مليار دينار (حوالي 698 مليون ‏دولار). ‏

وقد وجهت الحكومة باستكمال المشاريع المتأخرة، بما في ذلك مشروع المترو، ووافقت على إعداد ‏التصاميم والإشراف على المشروع ضمن الموازنة الاستثمارية‎.‎

يمثل تنفيذ مشروع مترو بغداد خطوة تاريخية في تطوير البنية التحتية للعراق، ويعكس التزام ‏الحكومة بتحسين جودة الحياة في العاصمة وتعزيز القدرة على مواجهة التحديات المستقبلية‎.‎

اضف تعليق