أشارت تسريبات إلى توصل واشنطن وبغداد إلى تفاهم بشأن خطة لانسحاب قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة من العراق خلال العامين المقبلين.
ويُنظر إلى هذا التسريب على أنه يصب في مصلحة الطرفين العراقي والأميركي، حيث يخفف من حدة التوتر المتصاعد بينهما، كما لا يُتوقع أن يواجه هذا التفاهم اعتراضًا كبيرًا من الجانب الإيراني، خاصة في ظل التطورات الإقليمية الراهنة.
ومع كل إعلان حول الانسحاب الأميركي، تظل هناك عادةً بعض الثغرات التي تسمح للقوات الأميركية بالبقاء جزئيًا، كما حدث مع اتفاق 2009.
ويبدو أن العراقيين، بمن فيهم المتشددون في مواقفهم، يبحثون عن صيغة تعايش منضبطة، حيث يعترفون بأهمية الوجود الأميركي لضمان الأمن والاستقرار في البلاد، خصوصًا في مواجهة الإرهاب.
وتواجه حكومة محمد شياع السوداني ضغوطًا من الفصائل الموالية لإيران لدفعها نحو المطالبة بانسحاب القوات الأميركية، إلا أن الظروف الإقليمية تجعل هذا الانسحاب معقدًا في الوقت الراهن.
كما يشير المراقبون إلى أن واشنطن لن تترك العراق دون قاعدة عسكرية دائمة لحماية مصالحها في المنطقة، وللتعامل مع أي تطورات عسكرية طارئة.
وتتضمن خطة الانسحاب المزعومة خروج مئات من قوات التحالف بحلول سبتمبر 2025، مع إتمام الانسحاب الكامل بحلول نهاية 2026.
وقد أُجّلت بعض التفاصيل المتعلقة بالإعلان الرسمي عن هذا الاتفاق بسبب التصعيد الإقليمي والحرب الإسرائيلية على غزة.
وفي هذا السياق، أكد فرهاد علاء الدين، مستشار رئيس الوزراء العراقي للعلاقات الخارجية، أن "المحادثات الفنية مع واشنطن حول الانسحاب قد انتهت"، مشيرًا إلى أن "العلاقة بين العراق وأعضاء التحالف الدولي ستنتقل إلى مستوى جديد يركز على التعاون في المجالات العسكرية، الأمنية، الاقتصادية، والثقافية".
ويأتي هذا التفاهم بعد أشهر من المحادثات وسط هجمات متكررة على القوات الأميركية في العراق من قبل فصائل مدعومة من إيران، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الجنود الأميركيين.
المصدر : صحیفة العرب
م.ال
اضف تعليق