أعاد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ملف انسحاب القوات الأجنبية إلى واجهة الأحداث، بعد تصريحاته خلال مقابلة مع تلفزيون "بلومبيرغ"

وأكد السوداني أن " العراق لم يعد بحاجة إلى وجود القوات الأميركية على أراضيه، وأنه يعتزم قريباً الإعلان عن جدول زمني لانسحابها، مشيراً إلى نجاح القوات العراقية والتحالف الدولي في هزيمة "تنظيم داعش" بشكل كبير".

وكشفت مصادر لوكالة "رويترز" أن الخطة تتضمن خروج مئات من قوات التحالف الدولي بحلول سبتمبر/أيلول 2025، على أن يتم استكمال الانسحاب بحلول نهاية 2026.

ويتبقى الاتفاق على التفاصيل النهائية بين العراق وأميركا، تمهيداً لإعلان رسمي.

وأشارت المصادر إلى أن الإعلان قد تأجل سابقاً بسبب التوترات الإقليمية، خصوصاً في ظل الحرب الإسرائيلية على غزة.

اتفاق سياسي وتحول في العلاقات

وفي حال الإعلان عن الاتفاق، سيعد ذلك انتصاراً سياسياً للسوداني، الذي يحاول تحقيق توازن دقيق في علاقات بغداد بين حليفيها واشنطن وطهران.

وتشير التوقعات إلى إمكانية إقامة علاقة استشارية جديدة تسمح ببقاء بعض القوات الأميركية في العراق بعد الانسحاب الكامل.

حاليًا، تحتفظ الولايات المتحدة بنحو 2500 جندي في العراق و900 في سوريا، ضمن التحالف الذي تم تشكيله في 2014 لمحاربة "تنظيم داعش".

سد الفراغ الأمني

وفيما يخص قدرة العراق على ملء الفراغ الأمني بعد الانسحاب، أوضح اللواء الركن المتقاعد عماد علو أن "القدرات العسكرية العراقية، وخاصة البرية، تطورت بشكل ملحوظ"، ومع ذلك، لا تزال القوات الجوية والدفاع الجوي بحاجة إلى دعم دولي لتعزيز أنظمتها الدفاعية، بما في ذلك الرادارات وصواريخ التصدي للأهداف المعادية".

وأكد علو أن "الحوارات الإستراتيجية بين بغداد وواشنطن، التي بدأت منذ عام 2020، شملت إعادة رسم العلاقة بين الطرفين، وتم تشكيل لجنة فنية عسكرية لبحث هذا الملف".

وأسفرت تلك الحوارات عن تشكيل ثلاث لجان:

1. تقييم قدرات "داعش" القتالية.

2. بحث احتياجات القوات العراقية الأمنية والعسكرية.

3. وضع الترتيبات العملياتية اللازمة للتنسيق بين الطرفين.

وأضاف علو أن "الجانب العراقي لا يزال بحاجة إلى مزيد من التعاون الأميركي، خصوصاً في مجال الاستخبارات والاستطلاع، حيث يتطلب تعزيز تلك القدرات بعض الوقت".


المصدر: الجزيرة

م.ال

اضف تعليق