مع اقتراب موعد إنهاء المهمة العسكرية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق بحلول سبتمبر 2025، يتجدد الحديث عن دور حلف شمال الأطلسي "الناتو" في البلاد، حيث تشير التوقعات إلى انتقال العراق نحو شراكات أمنية ثنائية.

وتعتقد لجنة الأمن والدفاع النيابية أن مهام بعثة الناتو في العراق لن تتأثر بانسحاب قوات التحالف الدولي، وتؤكد اللجنة أن دور الناتو يركز على التدريب وتطوير قدرات القوات العراقية، مع سعي الحكومة لتعزيز التعاون في مجالات التدريب والمشورة مع القوات المسلحة العراقية، التي أظهرت تحسناً ملحوظاً في الفاعلية التقنية والميدانية.

وفي تصريحات أدلى بها عضو لجنة الأمن والدفاع، علاوي نعمة، أكد أن "مهام بعثة الناتو تأتي بموجب اتفاق أمني محدد وبموافقة رسمية من الحكومة العراقية"، مشيراً إلى أن "العراق لا يزال بحاجة إلى الخبرات الأمنية والعسكرية في مجالات التدريب والتسليح، وبالتالي فإن التعاون مع بعثة الناتو سيستمر حتى بعد انتهاء مهام التحالف الدولي، مما لن يؤثر على العلاقات بين العراق والناتو".

كما توصلت بغداد وواشنطن في سبتمبر الماضي إلى اتفاق حول انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق، الذي سيُنفذ على مراحل، ليكتمل بحلول نهاية سبتمبر 2025، وجاء هذا الإعلان بعد أشهر من المحادثات بين الطرفين حول مستقبل التحالف الذي أُسس عام 2014 لمساعدة القوات العراقية في استعادة الأراضي التي استولى عليها تنظيم داعش.

وفي إطار تعزيز التعاون الأمني، استقبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني قائد بعثة الناتو في العراق، الفريق لوكاس شخويرس، حيث تم التباحث حول سبل تعزيز التدريب والمشورة المشتركة بين القوات العراقية وحلف الناتو، كما تم استعراض مخرجات الاجتماع رفيع المستوى بين العراق والناتو الذي عُقد في بروكسل في أغسطس الماضي، وتم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة لمناقشة أطر التعاون المستقبلي.

ورغم أن مهمة الناتو تعتبر مقبولة بشكل عام في العراق، فإن الوجود الأمريكي في البلاد، بما في ذلك العمليات العسكرية مثل الضربات الجوية، يبقى مصدر قلق لبعض الأوساط،وقد أكدت السفيرة الأمريكية في العراق، إلينا رومانوسكي، أن البيان المشترك حول انسحاب التحالف هو اعتراف بالجهود التي بذلها التحالف، مشددة على وجود رغبة لدى الحكومة العراقية في إعادة تشكيل هذه العلاقة إلى شراكة أكثر استدامة.

تنتشر القوات الأمريكية حالياً بنحو 2500 جندي في العراق و900 في سوريا، وذلك ضمن جهود التحالف الذي أنشئ لمكافحة داعش.

يذكر أن انسحاب قوات التحالف في 2011 أسفر عن تداعيات أمنية خطيرة، حيث استغلت الجماعات الإرهابية الوضع ونجحت في السيطرة على مساحات واسعة من العراق.

م.ال



اضف تعليق