يعود العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم الخميس، إلى العاصمة عمان قادمًا من واشنطن، وسط استعدادات شعبية حاشدة لاستقباله في مطار ماركا العسكري. ويأتي هذا الاستقبال تعبيرًا عن التأييد الواسع لموقف الملك الحازم الذي أعلنه خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في البيت الأبيض، حيث شدد على رفض تهجير الفلسطينيين من غزة إلى الأردن، مؤكدًا أن المملكة لن تكون طرفًا في أي مخطط يستهدف تغيير الواقع الديموغرافي في المنطقة.
ردود فعل رسمية وشعبية واسعة
أثارت تصريحات ترامب خلال اللقاء موجة من الجدل، إذ حاول الإيحاء بأن هناك قبولًا أردنيًا ضمنيًا لفكرة تهجير الفلسطينيين، وهو ما دفع الرأي العام الأردني إلى التحرك سريعًا رفضًا لهذه المزاعم.
وتصاعدت حدة النقاشات على منصات التواصل الاجتماعي، ما استدعى عقد جلسة استثنائية في مجلس النواب الأردني، امتدت لأكثر من أربع ساعات، خُصصت لتوضيح موقف الأردن الرسمي، ودحض الإشاعات التي انتشرت عقب اللقاء.
وخلال الجلسة، أكد رئيس الوزراء الأردني دعم الحكومة المطلق لموقف الملك، فيما شدد رئيس مجلس النواب على ضرورة التفاف الشعب الأردني حول قيادته في هذه المرحلة الحساسة، داعيًا المواطنين إلى استقبال الملك عند عودته.
كما وجّه نواب انتقادات حادة لترامب، معتبرين أن تصريحاته تمثل محاولة لفرض أجندات سياسية غير مقبولة، ووصلت بعض المداخلات إلى وصف مواقفه بأنها تندرج ضمن سياسات التطهير العرقي.
ترامب يتراجع عن تهديداته ويشيد بموقف الملك
على خلفية هذه التطورات، كشف مصدر دبلوماسي أن الرئيس الأمريكي السابق تراجع عن تهديداته بقطع المساعدات عن الأردن، بعد أن فوجئ باستقبال المملكة لألفي طفل فلسطيني من غزة يعانون من أمراض مزمنة، مثل السرطان.
ووفقًا للمصدر، بعث ترامب برسالة إلى الشعب الأردني قال فيها: "لديكم ملك عظيم، وأنتم شعب ودود وذكي".
واستجابةً للدعوات الشعبية، بدأ الأردنيون منذ ساعات الصباح الأولى، اليوم الخميس، بالتوافد من مختلف محافظات المملكة إلى مطار ماركا العسكري، حيث من المتوقع أن يكون هذا الحدث غير مسبوق في تاريخ الاستقبالات الملكية.
وستشهد شوارع العاصمة عمان احتشاد الآلاف من المواطنين، إلى جانب حضور واسع لأعضاء الحكومة والبرلمان، الشخصيات السياسية والإعلامية، والنقابات والأحزاب، في مشهد يعكس التفاف الأردنيين حول قيادتهم، ودفاعهم عن مواقف المملكة تجاه القضايا المصيرية.
م.ال
اضف تعليق