قال الكاتب الصحفي علي الطالقاني في منشور له على فيسبوك "إن زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى دول الخليج تحمل دلالات تتجاوز البروتوكولات الدبلوماسية، واصفاً إياها بأنها "برغر بمليارات الدولارات"، في إشارة إلى حجم الصفقات الاقتصادية والعسكرية الموقعة خلال الجولة، وما تسببت به من هزة في معادلات النفوذ الإقليمي."

وأوضح الطالقاني أن "كل مصافحة رسمية خلال جولة ترامب كانت تُترجم إلى فرصة تسويقية مدروسة، وكأن خارطة النفوذ الخليجي على وشك أن يعاد رسمها بعروض صفقات ثقيلة وشراكات استراتيجية".

وأشار الطالقاني إلى أن" المشهد الذي تمثل في وضع شاحنة "مكدونالدز" أمام القصر الملكي السعودي، كان بمثابة رسالة رمزية لدمج الثقافة الشعبية الأميركية مع طقوس الضيافة الرسمية، معتبراً أن هذا الأسلوب يندرج ضمن الدبلوماسية الاقتصادية الترويجية،

وحول الملف السوري، بين الطالقاني أن رفع جزء من العقوبات الأميركية عن دمشق، مقابل تنازلات نفطية وتعهدات استثمارية، يمثل تحولاً نوعياً في الاستراتيجية الأميركية تجاه سوريا. وأضاف: "لقاء ترامب مع أحمد الشرع بعد 25 عاماً من القطيعة يعكس رغبة أميركية في إعادة تأهيل النظام السوري، بشرط إبعاده عن المحور الإيراني وإعادة ضبط التوازنات الإقليمية".

وتحدث الطالقاني عن تأثير جولة ترامب على العراق، قائلاً: "واشنطن تسعى لإعادة توزيع قواتها باتجاه المناطق الحدودية العراقية لقطع خطوط إمداد الفصائل المسلحة، ما سيدفع صانع القرار العراقي إلى إعادة النظر في سياسات تصدير النفط ومسارات الأنابيب بما يتماشى مع تحالفات جديدة تشمل دول الخليج وسوريا"، مشيراً إلى أن ذلك "يضع ملف الاتفاقية الأمنية بين بغداد وواشنطن تحت مجهر إعادة التقييم".

أما على الصعيد الأميركي الداخلي، فقد أكد الطالقاني أن جولة ترامب أثارت موجة من الانتقادات، خاصة بعد استبعاد وكالات أنباء كبرى من تغطية الرحلات الرئاسية.

وقال: "هذه الخطوة أثارت جدلاً واسعاً حول تضارب المصالح وحدود السلطة الرئاسية، وأعادت إلى الواجهة مخاوف تتعلق بحرية الصحافة".

وأضاف الطالقاني أن" صفقات الأسلحة والاتفاقيات النفطية التي أُبرمت خلال الجولة، تعكس اعتماداً متزايداً على الوقود الأحفوري، وهو ما يتناقض مع خطط بعض دول الخليج المعلنة للتحول إلى الطاقة البديلة. واعتبر أن "هذا التناقض يكشف صراعاً داخلياً بين استراتيجيات الربح السريع وطموحات التنمية المستدامة".

تحالفات اقتصادية بواجهة سياسية

واختتم الطالقاني تصريحه قائلاً: "جولة ترامب ليست مجرد زيارة سياسية، بل هي مرآة تعكس توجهات السياسة الخارجية الأميركية التي تعتمد على الاقتصاد كوسيلة رئيسية لبناء التحالفات"، متسائلاً: "هل ستثمر هذه العلاقات عن شراكات متينة، أم ستبقى في إطار الصفقات السطحية الفورية؟".


س ع


اضف تعليق