يكن سكان إسرائيل الكراهية "للسود" أكثر من أي مكان آخر. والحديث هنا ليس عن لون البشرة الأسود بل عن الذين يرتدون السروال الأسود والقبعة السوداء والمعطف الأسود.
هؤلاء يطلقون على أنفسهم أسم الحريديم وهو ما يعني "الذين يخشون الرب". أما الآخرون فيعتبرونهم "متشددين".
ويقول الإسرائيليون إنهم عالة على "الدولة" ولا يخدمون في الجيش ويتكاثرون مثل الأرانب. وهم يفضلون العيش في القدس والحي المفضل لديهم فيها، ميئا شعاريم.
في مدخل الحي توجد يافطة تطلب من السياح باللغتين الإنجليزية والروسية عدم المس بشعور سكان الحي والدخول إليه بملابس متواضعة ومحتشمة. ويمنع سكان الحي وسائط النقل من التجول فيه يوم السبت.
في الفترة الأخيرة زاد انتشار الحريديم في القدس وهو ما دفع سكان المدينة العلمانيين للقول إنها "أسودت". ويعيش الحريديم الروس بشكل أساسي في حي راموت بالقدس.
يبدو لزائر المدينة في البداية أن جميع السكان يرتدون "زيا موحدا" ولكن في الواقع هناك يعيش ممثلو الكثير من التيارات والحركات والاتجاهات الدينية. ولكل منها "ملابسها" الخاصة ولذلك يمكن القول إن قواعد اللباس "dress code" تعتبر من أهم عناصر الحياة الإسرائيلية.
وهذا لا ينطبق على الحريديم فقط بل على الكثيرين ولكنه يمس هذه المجموعة بشكل خاص. هناك أيضا جماعة "تولدوت هارون" الذين يرتدون الرداء المخطط وهناك أتباع الحركة الحسيدية بقبعاتهم المستديرة وهناك أيضا يهود ليتوانيا (يستخدم هذا المصطلح أحيانا لتغطية جميع اليهود الأرثوذكس الذين ينتمون إلى "ليتوانيا" من الاشكناز وغير الحسيدية في أسلوب الحياة والتعلم) الذين يرتدون قبعات بورسالينو. في القدس الملابس تدل على صاحبها على الفور.
تعتبر المدرسة، الأداة الأكثر فعالية للتأثير الاجتماعي. من الناحية الشكلية والرسمية لا يوجد ما يجبرك على الامتثال للقواعد غير المكتوبة الخاصة بالمجموعة التي تعيش وسطها ولكن إذا خالفتها ستقع العواقب على رؤوس أطفالك. سينظرون نحوهم شزرا. وسيطرح الآباء المتعصبون السؤال "هل يمكن السماح لأبنائنا بالتعاطي مع أطفاله. قد يؤثرون عليهم بشكل سيء".
في مثل هذه الظروف من الأسهل على مدير المدرسة طرد التلميذ الذي شذ عن القواعد المتبعة بدلا من مواجهة بقية الآباء الغاضبين.
أطفال الجماعات المتشددة لا يشاهدون الأفلام والرسوم المتحركة، ولا يلعبون في ألعاب الكمبيوتر. والتلفزيون في هذا المجتمع يمنع منعا باتا، ويعتبر أكثر المواد "السامة" القادمة من العالم العلماني.
وفي حال ظهر هذا الجهاز في الدار فهذا سيعني الطرد التلقائي للأطفال من المدارس، وتعرض كافة العائلة للمقاطعة والنبذ من جانب الجماعة. ونفس الأمر ينطبق على الإنترنت والهواتف الذكية.
ولكن إذا كان العمل يرتبط بالإنترنت فيجب على عضو الجماعة أن يوصل الى داره "انترنت كشروت" ( انترنت حلال) لا يسمح بالدخول على المواقع غير المحتشمة.
لا يخدم عادة أبناء هذه الجماعة في الجيش الإسرائيلي لأنهم يعتبرون هذا الجيش ليس فقط أداة للدفاع بل ووسيلة للتنشئة الاجتماعية وهو ما يعني أن من يخدم في الجيش سينخرط لاحقا في الحياة العلمانية ويبتعد عن قواعد الجماعة الصارمة. في الفترة الأخيرة عمدت قيادة الجيش لتكوين وحدات خاصة لأبناء الحريديم تكون فيها قواعد الطعام أكثر صرامة ولا تخدم فيها النساء.
من السمات المميزة لعائلات الحريديم، كثرة الأطفال فيها. غالبية العائلات في الجماعة فيها 3 أو 4 أطفال وهناك عائلات فيها 12 و13 طفلا. لهذا السبب يسميهم البعض، بالأرانب لكثرة تكاثرهم. انتهى/خ.
اضف تعليق