في مشهد يعكس عمق الانقسام داخل المؤسسة (الإسرائيلية)، يحظى قرار الكابينيت الأمني بتطويق واحتلال مدينة غزة بتأييد الأغلبية في الحكومة الموسّعة، لكنه يواجه رفضًا مزدوجًا؛ من جانب قيادة الجيش التي تتحفظ على تداعياته الميدانية، ومن وزراء في أقصى اليمين يرونه غير كافٍ لتحقيق أهدافهم.

الخلافات بلغت ذروتها بعد تصريحات وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي هاجم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو واتهمه بأن العملية العسكرية الجارية ليست سوى أداة ضغط على حركة حماس تمهيدًا لصفقة تبادل أو تسوية، لا لتحقيق حسم عسكري شامل.

في مواجهة هذا الجدل الداخلي، اختار نتنياهو التوجه إلى الرأي العام الدولي عبر مؤتمر صحفي خُصص للصحفيين الأجانب، مجددًا التأكيد على أن (إسرائيل) "لا تسعى للاحتفاظ بقطاع غزة"، لكنها "مضطرة للسيطرة عليه" لفترة مؤقتة. وأوضح أنه يريد "إدارة مدنية في غزة، لا تخضع لا للسلطة الفلسطينية ولا لحركة حماس"، متعهدًا بأن السيطرة ستكون "سريعة".

كما شدد على أن (إسرائيل) "ستنتصر بدعم الأوروبيين أو بدونه"، وواصل التشكيك في صحة التقارير التي تتحدث عن مجاعة في القطاع، من دون أن يبرر استمرار منع دخول الصحفيين الأجانب لتغطية الأوضاع بشكل مستقل.

م.ال

اضف تعليق