من قاسم قصير
بموازاة الموقف الجديد الذي اطلقه امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في احتفال الانتصار في بنت جبيل نحو المجموعات التكفيرية المقاتلة في سوريا والعراق والذي دعاها فيه ان لا تكون في خدمة المشروع الاميركي، كان المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق (القريب من الحزب) ينظم ورشة خاصة لعدد من كوادر المؤسسات الاعلامية والثقافية في الحزب تحت عنوان: "السلفيات القتالية المتطرفة: الفكر والمنهج.. الاتجاهات وتجارب معاصرة"، وقد حاضر فيها عدد من الباحثين والمختصين في الحركات الاسلامية والسلفية ومنهم رئيس حركة الامة وكلية الدعوة الاسلامية الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري، الدكتور محمد مرتضى، الدكتور أحمد ملي، والدكتور يوسف طباجة، والدكتور علي فضل الله، والدكتور يحيى فرحات، والدكتور حسام مطر، الباحث هادي قبيسي، الدكتور محمد علوش، الشيخ الدكتور حسن المحمود، الباحث محمد خواجا، والاستاذ جمال شعيب.
وتناولت الورشة الموضوعات التالية: الظروف التاريخية لنشأة السلفية، مصطلحات سلفية، قراءة تاريخية للتجربة الوهابية في الدولة السعودية، الظروف السياسية والاجتماعية لنشأة الوهابية، التقاطع والافتراق بين الوهابية وحركة الاخوان المسلمين، دورة الحياة للحركات السلفية القتالية المتطرفة، السلفيون والجهاديون والعلاقة مع اميركا والغرب بين التوظيف والانتهازية، التحولات والتحديات من القاعدة الى النصرة، داعش من العراق الى الخلافة، السلفيات القتالية المحلية مثل جيش الاسلام واحرار الشام، الجيل الثالث للقاعدة من زاوية عسكرية، السلفيون في لبنان وتجاربهم واتجاهاتهم وواقعهم الحالي، وكيفية المقاربة الاعلامية للجماعات السلفية والجهادية المتطرفة.
وقد تميزت الورشة بتقديم مقاربات جديدة لتجربة الجماعات السلفية والجهادية والمتطرفة من خلال تقديم قراءات علمية وموضوعية لهذه التجارب وعدم اتخاذ مواقف مسبقة منها والبحث في كيفية التعاطي معها اعلاميا وفكريا وسياسيا في ظل المواجهة القائمة معها في اكثر من ساحة.
وهذه الورشة الفكرية والاعلامية والبحثية التي يقيمها المركز الاستشاري هي استكمال لجهود سابقة تقوم بها مؤسسات حزب الله وبعض المؤسسات الفكرية والاسلامية من اجل تشكيل فهم صحيح لهذه الجماعات، وقد سبق ان اقيم مؤتمر واسع حول جماعات العنف التكفيري بالتعاون بين المركز الاستشاري والمركز الاردني للأبحاث ومركز الحضارة لتنمية الفكر الاسلامي قبل حوالي العام وستصدر اعمال المؤتمر في كتاب خاص، كما اقيمت العديد من الندوات الحوارية في عدد من المؤسسات الفكرية في الضاحية الجنوبية وصدرت العديد من الكتب حول الجماعات السلفية والجهادية والمتطرفة.
وكان من ضمن ما قاله الشيخ عبد النصر جبري في الورشة حول الظروف التاريخية لنشأة السلفية، وأسسها واتجاهاتها أن السلفية ظاهرة دينية واجتماعية وسياسية، والسلفيون انطلقوا كلهم من أسس الشريعة الإسلامية؛ الكتاب والسنة، ومن سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ومن سار على نهجهم، لأنهم التزموا مقاصد الشريعة في أمورهم الدينية والدنيوية، وآمنوا إيماناً عميقاً بأن ما جاء به الإسلام من تعاليم دينية واجتماعية وسياسية واقتصادية وأخلاقية هي التي حققت العدل والمساواة والفضيلة لسائر الناس، كيفما كان جنسهم ولونهم ووضعهم الاجتماعي.
وأكد الشيخ جبري أن حرص السلف الصالح على تطبيق التعاليم الإسلامية هو الذي جعل الصفوة من العلماء والمصلحين والدعاة المسلمين في كل زمان ومكان يعتبرون سيرة السلف الصالح قدوة ومثالاً في تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية، لافتاً إلى أن ما نشاهده الآن في المجتمعات الإسلامية من ظلم وحرمان ليس من روح الإسلام، إنما هو من عمل الذين أرادوا أن يحققوا لأنفسهم التسلُّط على العباد والتعبّد والتحكُّم في رقابهم.
اذن قد نكون في المرحلة امام مقاربات جديدة لدى حزب الله وحلفائه في التعاطي مع هذه المجموعات بالتوازي مع المعركة المفتوحة في اكثر من جبهة واحتمال الذهاب نحو تسويات معينة للصراعات القائمة. انتهى/خ.
اضف تعليق