ساد هدوء حذر مدينة الحسكة الواقعة شمال شرق سورية منذ الخامسة من صباح اليوم بعد معارك عنيفة بين القوات السورية والمسلحين الاكراد ليلة الأحد.
وأفاد شهود عيان بأن المعارك أسفرت عن مقتل أربعة جنود بينهم ضابطان من القوات الحكومية، ثم استخدمت المجموعات الكردية مكبرات الصوت في الجوامع لدعوة القوات الحكومية والمجموعات الموالية لها لتسليم أسلحتهم.
وقال سكان بالمدينة إن أسباب الهدوء الحالي يرجع إلى خوف الأسايش من استخدام الجيش السوري لسلاح الطيران في الاشتباكات، لكن السكان تخوفوا من هجوم جديد تشنه المجموعات الكردية في المساء مستغلة غياب الطيران الليلي للقوات الحكومية.
وكشفت مصادر سورية أن اجتماعا سيعقد في الخامسة من مساء الاثنين في مطار القامشلي التابع لمحافظة الحسكة ويحضره ضباط روس وسوريون ومسؤولون أكراد لتهدئة الأوضاع في المدينة.
وكانت وحدات حماية الشعب الكردية قد بدأت هجوما واسعا فجر الاثنين لانتزاع المناطق الأخيرة التي تسيطر عليها الحكومة السورية في مدينة الحسكة شمال شرق سوريا بعد توجيه نداء للفصائل المؤيدة للحكومة للاستسلام، وذلك حسبما ذكرته وكالة رويترز للأنباء عن القوات الكردية.
وشنت القوات الكردية هجوما بعد منتصف الليل للسيطرة على منطقة نشوى الواقعة بشمال شرق المدينة والقريبة من موقع مجمع أمني قرب مكتب الحاكم القريب من قلب المدينة.
وسيطر الأسايش - وهم قوة أمنية مرتبطة بوحدات حماية الشعب الكردية - خلال المعارك على حي غويران شرق وأحرقوا مركز التخزين والتبريد فيه.
وكانت الحكومة السورية قد أعلنت في بيان لها عن التوصل بعد ظهر الأحد إلى اتفاق تهدئة في الحسكة بين الجهات الحكومية الرسمية وقوات "الأسايش" الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني.
وأفاد البيان إلى أن الاتفاق تضمن تطبيق نظام تهدئة بدءا من الساعة الخامسة بعد ظهر اليوم، وإخلاء الجرحى ونقلهم إلى مشافي القامشلي.
وشمل الاتفاق أيضا عودة الأوضاع في الحسكة إلى ما كانت عليه سابقا، والبدء بحوار جديد غدا لحل باقي المسائل العالقة.
لكن وحدات حماية الشعب الكردية نفت دخولها في هدنة. ووزعت منشورات ووجهت نداءات عبر مكبرات للصوت في شتى أنحاء المدينة طلبت فيها من أفراد الجيش والفصائل المؤيدة للحكومة تسليم أسلحتهم أو مواجهة الموت.
وقالت مصادر كردية إن وحدات حماية الشعب تعتزم على ما يبدو ترك وجود رمزي للحكومة السورية داخل منطقة أمنية في قلب المدينة حيث توجد عدة مبان حكومية رئيسية.
مواجهات عنيفة
ويمثل القتال الذي اندلع الأسبوع الماضي في الحسكة المقسمة إلى مناطق خاضعة للأكراد وأخرى تابعة للحكومة السورية أعنف مواجهة بين وحدات حماية الشعب الكردية ودمشق منذ اندلاع الحرب قبل خمسة أعوام.
وشنت طائرات الجيش السوري الحربية غارات على هذه الجماعة الكردية الرئيسية المسلحة لأول مرة خلال الحرب الأسبوع الماضي، مما دفع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إلى إرسال طائرات لحماية قوات العمليات الخاصة البرية الأمريكية.
واتهمت وسائل الإعلام الرسمية السورية الأسايش بخرق وقف لإطلاق النار وقالت إن أفرادها أحرقوا مباني حكومية في الحكسة.
كما اتهمت القوات الكردية بإشعال العنف من خلال تصعيد الاستفزازات بما في ذلك قصف مواقع الجيش في الحكسة وقالت إن الأسايش يهدفون إلى السيطرة على المدينة. انتهى/خ.
اضف تعليق