توغل الجيش التركي وحلفاؤه في سوريا اليوم الأحد ليسيطروا على أراض كانت تحت سيطرة قوات مرتبطة بالأكراد في اليوم الخامس من حملة عبر الحدود قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنها قتلت 35 قرويا على الأقل.
وحلقت الطائرات الحربية التركية في سماء شمال سوريا في الفجر وقصفت المدفعية ما قالت مصادر أمنية إنها مواقع تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية بعد أن أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع معارك عنيفة خلال الليل حول قريتين.
وقال الجيش التركي إن 25 مسلحا كرديا قتلوا في ضرباته الجوية. ولم يرد تعقيب فوري من وحدات حماية الشعب لكن قوات متحالفة معها قالت إنها انسحبت من المنطقة التي تستهدفها تركيا قبل بدء الهجوم.
وأرسلت تركيا - التي تحارب مسلحين أكرادا على أراضيها - جنودا ودبابات ومعدات عسكرية أخرى إلى سوريا يوم الأربعاء دعما لمقاتلي معارضة سوريين متحالفين معها. وانتزعت القوات المدعومة من تركيا أولا بلدة جرابلس الحدودية السورية من أيدي تنظيم داعش قبل أن تتوغل جنوبا إلى مناطق تسيطر عليها فصائل مرتبطة بالأكراد. كما تحركت هذه القوات غربا نحو مناطق يسيطر عليها تنظيم داعش.
وأعلن مسؤولون أتراك بوضوح أن هدفهم في سوريا إضافة إلى طرد تنظيم داعش من معاقله هو أيضا ضمان ألا توسع قوات كردية نفوذها على أراض تسيطر عليها بالفعل على طول الحدود مع تركيا.
لكن مصدرا في المرصد السوري قال إن الهجوم التركي تركز حتى الآن على استهداف الجماعات المتحالفة مع قوات سوريا الديمقراطية وهو تحالف يتضمن وحدات حماية الشعب.
وتتمتع قوات سوريا الديمقراطية بدعم من الولايات المتحدة التي تراها حليفا فعالا ضد داعش ومن ثم فإن تحرك تركيا ضد الجماعات المتحالفة مع قوات سوريا الديمقراطية يضعها في خلاف مع واشنطن حليفتها في حلف شمال الأطلسي مما يزيد تعقيد الحرب السورية التي بدأت عام 2011 بتظاهرات ضد الرئيس بشار الأسد واجتذبت منذ ذلك الحين دولا في المنطقة وقوى عالمية.
وذكر المرصد أن القوات المتحالفة مع تركيا سيطرت على قريتين جنوبي جرابلس وهما جب الكوسا والعمارنة واللتين كانتا تحت سيطرة جماعات موالية لقوات سوريا الديمقراطية.
وأضاف أن القتال أسفر عن مقتل 20 مدنيا في جب الكوسا و15 في العمارنة وأصيب عشرات آخرون.
*التقدم جنوبا
ذكر المرصد أن مقاتلي المعارضة المدعومين بالدبابات التركية خاضوا معارك حتى الفجر ضد جماعات منافسة متحالفة مع قوات سوريا الديمقراطية حول العمارنة لكنهم فشلوا في السيطرة عليها. وأضاف أن الجماعات المتحالفة مع قوات سوريا الديمقراطية ألحقت أضرارا بثلاث دبابات تركية هناك.
وقالت مصادر أمنية تركية إن الطائرات الحربية والمدفعية أصابت مواقع لوحدات حماية الشعب جنوبي جرابلس وصوب منبج وهي مدينة سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية التي تناصر الأكراد هذا الشهر في عملية دعمتها الولايات المتحدة.
وقال العقيد أحمد عثمان قائد جماعة السلطان مراد لرويترز إن القوات المعارضة المدعومة من تركيا تتوجه "بالتأكيد باتجاه منبج لأن قوات سوريا الديمقراطية لم تخل مواقعها ولكن قامت بالتحصين". وأضاف أن المقاتلين المدعومين من تركيا يتقدمون غربا صوب مناطق لداعش.
وتريد الحكومة التركية أن توقف القوات الكردية من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي السورية على الحدود التركية وهو الأمر الذي تخشى أن يزيد حزب العمال الكردستاني جرأة. ويشن حزب العمال الكردستاني تمردا منذ ثلاثة عقود في تركيا.
وقالت تركيا إن أحد جنودها قتل السبت عندما أصاب صاروخ دبابة. وأضافت أن الصاروخ جاء من منطقة تسيطر عليها وحدات حماية الشعب. وهذا أول قتيل يعلن الجيش التركي سقوطه في الحملة. انتهى/خ.
اضف تعليق