تبنى سكان قرية مصرية بمحافظة الجيزة جنوب العاصمة القاهرة مبادرة بعنوان "القائمة الموحدة لمنقولات الزوجية" تهدف إلى تجهيز بيت الزوجية دون مغالاة او إسراف من قبل العروس والعريس وأهليهما.
وتدعو مبادرة سكان، قرية الدناوية التابعة لمركز العياط بمحافظة الجيزة، إلى الاستغناء عن بعض الالتزامات التي انتشرت في القرية في السنوات الأخيرة وزادت من الأعباء على طرفي الزواج. بحسب بي بي سي.
المبادرة التي دشنت من أحد المساجد بالقرية، جاءت بعد شكاوى عدة من مبالغة غير مقبولة لدي كثير من أبناء القرية والقرى المجاورة بخصوص ما يتم شراؤه من منقولات وتجهيزات الزواج.
وقالت إحدى الأمهات إنها اشترت مستلزمات زواج لابنتها بما قيمته مئة وخمسين ألف جنيه مصري (نحو 17 الف دولار أمريكي).
ويقول سكان من القرية إنها ليست المرة الأولى التي تدفع فيها عائلة مثل هذا المبلغ الكبير في شراء مستلزمات العروس لبيت الزوجية في حين أن جل سكان القرية من المزارعين والعمال محدودي أو معدومي الدخل.
"قائمة استرشادية"
وكتب مدشنو المبادرة قائمة استرشادية بتجهيزات العرس من الأثاث والأجهزة المنزلية والمنقولات الأخرى التي ينبغي على الزوجين التراضي بشأنها لإتمام الزواج.
واقترح أصحاب مبادرة "القائمة الموحدة لمنقولات الزوجية" أن يكتفى العريس بشراء ثلاثين غراما من الذهب مالم يتم يتفق الطرفان على غير ذلك دون أن يكون شرطا مسبقا لإتمام الزواج. (غرام الذهب عيار 21 يكلف 500 جنيه مصري حاليا).
وبحسب المبادرة، لن يشتري العروسان أكثر من جهاز كهربي يؤدي نفس الغرض كالثلاجة او الغسالة وغيرها.
ويتحمل الزوج في الريف المصري عادة لاسيما في صعيد مصر تكلفة توفير المسكن وتشطيبه وشراء أثاث لثلاث غرف على الأقل بينها غرفة النوم وتكلفة "تنجيد" المراتب "أي حشوها بالقطن"، بالإضافة إلى شراء مشغولات ذهبية "الشبْكة" للعروس قبل الزفاف.
وضع قائمة استرشادية بتجهيزات العرس من الاثاث والاجهزة المنزلية والمنقولات الاخرى التي ينبغى على الزوجين التراضي بشأنها لإتمام الزواج.
يكتفي العريس بشراء ثلاثين غراما من الذهب مالم يتم يتفق الطرفان على غير ذلك.
عدم شراء أجهزة كهربائية منزلية متشابهة والاكتفاء بعدد معين من المفروشات.
الاقتصاد في الهدايا قبل وبعد الزفاف وفي حفلات الزفاف المبالغ في قيمتها المادية.
أما العروس فتتولى شراء جميع الأجهزة الكهربائية المنزلية للاستخدامات المختلفة وجميع مستلزمات المطبخ وجميع أنواع المفروشات والستائر وتجهيز غرفة أطفال، ومؤخرا بات على العروس شراء أجهزة الكترونية حديثة كالحاسب الالي وشاشات العرض التلفزيوني وماكينات الطبخ الحديثة وغير ذلك. وتقوم كثير من الأسر بشراء كساء للعريس ولبعض من أهل بيته لاسيما والدته وشقيقاته.
وبدأت بعض العائلات في الآونة الأخيرة، في إهداء والدة العريس أجهزة كهربائية لاستخدامها الشخصي، من بينها ثلاجة أو فرن أو غسالة كهربائية أضف إلى ذلك كمية كبيرة من البط والأوز والحمام لطهيها وتوزيع جزء منها على الأقارب والجيران وإرسال الجزء الآخر لبيت العروسان.
واقترحت المبادرة عدم شراء أي تجهيزات خاصة لغرف اطفال قبل الزفاف وهي التقليد الذي انتشر مؤخرا ودعت إلى الاقتصاد في الهدايا قبل وبعد الزفاف وفي حفلات الزفاف المبالغ في قيمتها المادية.
وفي قرية الدناوية ومحيطها كما في كثير من قرى جنوب الجيزة وشمال الصعيد، اعتاد أهل العريس وقبل إتمام العرس، تقديم هدايا مادية ضخمة وعينية في شكل وجبات غذائية تتكلف الاف الجنيهات لصالح أهل العروس أو للرد على هدايا العريس لعروسه .
"ترحيب وتخوف"
وتقول بعض الآباء إن مثل هذه الالتزامات دفعت كثيرين منهم للاستدانة أو بيع ممتلكات للوفاء بها. ورغم ان المبادرة لاقت ترحيبا عند إعلانها من قبل الحاضرين إلا أن البعض تخوف من رفض السيدات لها.
وتقول واحدة من سكان القرية إنها لن تلتزم بها إلا باتفاق مسبق مع الطرف المتقدم لخطبة ابنتها حتى لا تتعرض للحرج.
وكانت مبادرات سابقة دعت إلى تخفيف شروط الزواج منها إسقاط شرط تقديم هدية من الذهب "الشبكة" للعروس عند الخطوبة.
وتقدر إحصاءات غير رسمية نسبة العنوسة في مصر بنحو 13 مليون شاب وفتاة في سن الزواج، ويعلل خبراء ذلك بقلة فرص العمل وارتفاع كلفة تجهيز منزل إن وجد والمبالغة في المطالب من كلا الطرفين في كثير من الاحوال مع عوامل اجتماعية واقتصادية أخرى عديدة. انتهى/خ.
اضف تعليق