أصدر منتدى البحرين لحقوق الإنسان تقريراً بعنوان "انتهاك حق المواطنين الشيعة في إحياء موسم عاشوراء 1438" يضم إحصائيات تغطي الفترة حتى 1 محرم 1437 الموافق 3 تشرين الأول/أكتوبر 2016.
وأفادت مصادر صحفية أن المنتدى سلط في تقريره الضوء على التعدي على المظاهر العاشورائية وفي مقدمتها مصادرة الرايات واليافطات الحسينية والقمع الذي تعرض له المدنيين أثناء مصادرتها."بحسب وكالة تسنيم الدولية للأنباء".
كما تطرق التقرير إلى منع الخطباء من الوصول إلى المآتم الواقعة داخل منطقة الدراز المحاصرة منذ أكثر من 3 أشهر والتحقيق مع أحد الخطباء مؤكداً أن "السلطة تسعى للسيطرة على الخطاب الديني للمجالس الحسينية، وتهديد من سيطرح قضايا سياسية في القصائد الحسينية".
وقد دأبت السلطات البحرينية ومنذ انطلاق أحداث فبراير 2011 على اضطهاد حق المواطنين الشيعة في البحرين، حيث قامت السلطات بهدم وتخريب (38) مسجدا فيما استمرت في اعتقال العديد من علماء الدين والحكم عليهم بمدد طويلة، وقامت بمحاربة صلاة الجمعة عبر استدعاء أئمة الجمعة، إلى أن وصلت لمنعها بشكل تام منذ 10 يونيو 2016 حتى الآن.
وأغلقت السلطات جمعية التوعية الإسلامية وهي أكبر جمعية تعنى بأمور المواطنين الشيعة بعد إغلاق المجلس الإسلامي العلمائي في العام 2014. في حين تم إسقاط جنسية المرجع الديني للمواطنين الشيعة في البحرين آية الله قاسم في 16 يونيو 2016.
ولم يكن ما قامت به السلطات حتى الآن من انتهاك حق الشيعة في البحرين في إحياء موسم عاشوراء الحالي "1438" خارجا عن عنوان اضطهاد الشيعة، حيث تعد ذكرى عاشوراء ذات أهمية كبيرة في الوسط الشيعي، ويقوم معتنقي المذهب الشيعي في البحرين وجميع أنحاء العالم بنشر الأعلام والرايات السود تأسيا بذكرى مقتل سبط رسول الله (ص) الإمام الحسين بن علي عليه السلام، كما يقيموا العديد من المواكب والمجالس من أجل التعزية.
فبرغم أن الدستور البحريني قد كفل إحياء هذه الشعيرة في المادة (22) منه، والتي تشير إلى أن "القيام بشعائر الأديان والمواكب والاجتماعات الدينية طبقا للعادات المرعية في البلد"، إلا أن الممارسات التي تقوم بها السلطات في ذات الموسم بشكل سنوي لا تتناسب مع ما نصه الدستور. حيث تقوم السلطات سنويا باستدعاء واعتقال العديد من الخطباء والرواديد المشاركين في إحياء الموسم، كما تقوم بنزع الأعلام السود والرايات التي تعلق وتنشر في قراهم، وتقوم بمنع مواكب العزاء تارة أو استبدال مسارها بغير وجه حق، وبالإضافة الى ذلك فإنها تتعمد عدم ابراز احياء الشيعة لعاشوراء في الاعلام الرسمي كما تتعمد اقصاء خطب الجمعة من الاعلام ايضا، وفي هذا التقرير المقتضب نورد أبرز انتهاكات السلطات في حق إحياء موسم عاشوراء 1438 حتى لحظة كتابة هذا التقرير في 3 أكتوبر 2016.
منع الخطباء من الوصول إلى المآتم
قامت السلطات البحرينية ممثلة بوزارة الداخلية بمنع دخول الخطباء الذين تعاقدوا معهم مآتم قرية الدراز لإحياء موسم عاشوراء، حيث لا زالت قرية الدراز محاصرة منذ قرار إسقاط جنسية المرجع الديني للمواطنين الشيعة في البحرين في 16 يونيو 2016، وقد رصدنا منذ بدء إحياء الموسم يوم أمس 2 أكتوبر 2016 وحتى لحظة كتابة هذا التقرير (10) حالات لمنع خطباء من دخول قرية الدراز للمشاركة في إحياء فعاليات عاشوراء، بحجة أنهم ليسوا من أهالي قرية الدراز، وهم كالتالي:
• الشيخ محمد علي المحفوظ.
• ملا حسين العرب.
• الشيخ حسين يعقوب المعاميري .
• السيد مصطفى الكراني.
• الشيخ عبدالله الديهي.
• الشيخ محمد جعفر المعاميري.
• ملا محمد الصفار .
ورغم محاولة القائمين والمسؤولين في مآتم الدراز من أجل تسهيل دخول الخطباء إلى أن السلطات تتعنت في ذلك.
يذكر أن هذه المآتم قد أبرمت هذه العقود قبل بدء فترة الحصار، ولا تتمكن هذه المآتم حاليا من البحث عن بديل مناسب نظرا لازدحام جدول الخطباء.
كما قامت السلطات الأمنية بالتحقيق مع الخطيب ملا سعيد المعاتيق حول مجلسه الحسيني في الليلة الثانية.
مصادرة الأعلام واليافطات الحسينية
وفقا للرصد الذي قمنا به، فقد قامت قوات الأمن بـ (21) حالة لمصادرة أعلام ورايات سوداء ويافطات في 18 منطقة، في حين كانت هذه اللافتات معلقة في المناطق التي يحيي في الشيعة هذه الفعاليات العاشورائية، كما أنها لم توضع في الأماكن التي لم يسبق أن تعلق فيها قبل العام 2011 – حيث لم تكن السلطات تعتدي على هذه الاعلام واليافطات -، كما أنها لا تكون في أماكن يقطنها مواطنون من ملل أخرى، وإن كانت الملل الأخرى تشارك أيضا في إحياء هذا الموسم. فيما شهدت بعض المناطق إزالة السواد من منازل بعض المواطنين أيضا.
كما قامت وزارة الداخلية باستدعاء القائمين على مآتم قرية المحرق قبل بدء الموسم، وإخبارهم بضرورة إزالة الأعلام واللافتات من بعض الشوارع الرئيسية في المنطقة.
إطلاق غازات مسيلة للدموع أثناء مصادرة الأعلام واليافطات
شهدت قريتي المالكية وأبوصيبع في 30 سبتمبر و 3 أكتوبر 2016 على التوالي حالات إطلاق لمسيلات الدموع والرصاص المطاطي، وذلك أثناء محاولة المواطنين منع قوات الأمن من مصادرة السواد واليافطات العاشورائية، وبحسب شهود، فقد قام المواطنين بمحاولة التواصل مع قوات الأمن التي كانت تقوم بعملية المصادرة، قبل أن تقوم هذه القوات بإطلاقا غازات مسيلة للدموع والرصاص المطاطي، وذاك دون أي مسوغ أو مبرر قانوني.
اعتقال المواطنين المشاركين في إحياء عاشوراء
قامت قوات الأمن في 3 أكتوبر 2016 باعتقال أربعة مواطنين من قرية صدد الواقعة جنوب المنامة، وبحسب التفاصيل التي وردت فإنه المواطنين وهم ثلاثة أخوة وزميل لهم كانوا يقومون بأعمال تجهيز المأكولات للمشاركين في إحياء الشعائر، قبل أن تقوم قوات الشرطة بمداهمة المضيف الذين كانوا يعملون به لتعتقلهم لاحقا.
كما قامت السلطات الأمنية بجعل احد المواطنين يوقع تعهدا بعدم تعليق الاعلام على منزله.
وبموازاة ذلك فإن السلطة تسعى للسيطرة على الخطاب الديني للمجالس الحسينية، وتهديد من سيطرح قضايا سياسية في القصائد الحسينية.انتهى/س
اضف تعليق