قال حزب الشعوب الديمقراطي، وهو ثالث أكبر كتلة سياسية في تركيا، إن اعتقال زعيميه وعشرة أعضاء يمثلون الحزب في البرلمان بمثابة خطوة نحو تنفيذ انقلاب من قبل الحكومة.
ووصف الحزب الموالي للأكراد في بيان ما حدث بأنه يوم حالك بالنسبة إلى البلد بأكمله.
ووقعت مصادمات بين الشرطة التركية وأنصار الحزب الذين نظموا احتجاجات ضد الاعتقالات. وفي اسطنبول، أطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع على المحتجين.
واتهم نائب رئيس الحزب، هيشيار أوزسوي، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأنه يقرب تركيا من حافة الحرب الأهلية.
ومن بين الموقوفين، إدريس بالوكان، نائب رئيس الكتلة النيابية لحزب الشعوب الديمقراطي، من مقر الحزب بالعاصمة أنقرة.
وقال الاتحاد الأوروبي إنه يشعر بالقلق البالغ بسبب الاعتقالات، في حين وصف وزير الخارجية الألماني الوضع بأنه تصعيد خطير.
وقالت الحكومة التركية إنهم اعتقلوا لفشلهم في المثول أمام المدعين العامين من أجل استجوابهم بشأن علاقاتهم المزعومة مع حزب العمال الكردستاني.
وقبضت السلطات التركية على صلاح الدين دميرطاش وفيغان يوكسك داغ، الرئيسين المشاركين لحزب الشعوب الديمقراطي المعارض وعدد من نواب الحزب، المؤيد للأكراد، في البرلمان.
واعتقل دميرطاش، بقرار من الادعاء العام في منزله بمنطقة ديار بكر في إطار تحقيقات متعلقة بمكافحة الإرهاب، حسب وكالة أنباء الأناضول التركية.
وتتهم السلطات التركية صلاح الدين دميرطاش وفيغان يوكسك بنشر دعاية لصالح مسلحين يحاربون الدولة التركية.
وبعد ساعات من اعتقال زعماء وأعضاء الحزب، انفجرت سيارة مفخخة في ديار بكر وقتل 8 أشخاص وجرح أكثر من 100 آخرين.
ويشن مسلحون أكراد هجمات في تركيا من أجل الحصول على الاستقلال للأكراد الذين يشكلون أكثر إقلية إثنية في تركيا.
وتعيش تركيا حاليا حالة طوارئ فرضتها السلطات بعد الانقلاب الفاشل الذي حدث في 15 يوليو/تموز.
وتسمح حالة الطوارئ للرئيس التركي والحكومة بتجاوز البرلمان عندما تريد سن قوانين جديدة تتعلق بالحريات والحقوق.
وتقول الحكومة إن هؤلاء الأشخاص اعتقلوا بسبب فشلهم في التعاون مع تحقيقات لها صلة بمكافحة الإرهاب والتي سبق لرئيسي الحزب في يونيو/حزيران الماضي أن تعهدا بمقاطعته.
وقال وزير العدل التركي إن هؤلاء لم يحترموا القانون.
وتصنف تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني بأنه منظمة إرهابية.
وبالرغم من أن حزب الشعوب الديمقراطي يمثل أساسا الأكراد، فإنه يجذب يساريين وليبراليين وأنصار البيئة ومدافعين عن حقوق المثليين ومسلمين متدينين.
وحصل الحزب على 59 مقعدا في البرلمان التركي وذلك لأول مرة في انتخابات نظمت السنة الماضية.
وبالرغم من تعرض أنصار الحزب ومكاتبه لهجمات متكررة، وأبرزها هجوم مميت قبل يومين من موعد الانتخابات، فإنه خاض حملة تميزت بخطاب معتدل.
وينفي الحزب أي صلة له بحزب العمال الكردستاني المحظور.
وقال عضو عن الحزب في البرلمان يوجد حاليا في الخارج لبي بي سي إن الحكومة التركية تتصرف وكأنها تمثل النازيين. انتهى/خ.
اضف تعليق