أحصت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إجلاء 25 ألف شخص من آخر جيب تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في حلب منذ بدء عملية الإجلاء الخميس، فيما حض الجيش السوري آخر المقاتلين والمدنيين في المدينة على مغادرتها، تمهيدا لإعلان سيطرته على كامل المدينة.
بعد مرور أقل من أسبوع على بدء عملية إجلاء المحاصرين من شرق مدينة حلب، بلغ عدد الذين غادروا 25 ألف شخص بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر الثلاثاء.
من جهة أخرى، وتمهيدا لإعلان سيطرته على كامل المدينة، قال مصدر عسكري سوري لفرانس برس الثلاثاء إن "الجيش أطلق نداء عبر مكبرات الصوت لمن تبقى من المسلحين والمدنيين الراغبين بالمغادرة، للخروج من الأحياء الشرقية في حلب"، مضيفا أنه إثر ذلك "من المفترض أن يدخل الجيش لتنظيف المنطقة بعد خروجهم".
ويأتي نداء الجيش بعد تمكن وحداته خلال شهر من استعادة السيطرة على غالبية الأحياء الشرقية في حلب، والتي كانت تحت سيطرة الفصائل المقاتلة منذ العام 2012، تاريخ انقسام المدينة بين الطرفين.
ومنذ الخميس، أحصت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إجلاء 25 ألف شخص من آخر جيب تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في حلب منذ بدء عملية الإجلاء الخميس، وفق ما ذكرت متحدثة إعلامية لوكالة فرانس برس الثلاثاء، متحدثة عن "آلاف" ما زالوا ينتظرون إجلاءهم داخل المدنية.
وتبنى مجلس الأمن الدولي الإثنين بالإجماع مشروع قرار فرنسي يدعو إلى نشر مراقبين في حلب لمراقبة عمليات الإجلاء من شرق حلب والاطمئنان على "سلامة المدنيين" الباقين داخلها.
وتأتي عمليات إجلاء المحاصرين من مدنيين ومقاتلين من حلب بموجب اتفاق روسي تركي إيراني. وبدأت عملية الإجلاء الخميس قبل أن يتم تعليقها لأيام ثم استئنافها في الساعات الأولى من يوم الإثنين.
ومن بين الذين تم إجلاؤهم ليل الإثنين الثلاثاء وفق صدقي، "14 جريحا في حالة طبية حرجة"، فيما غادر (جرحى) آخرون هذا الصباح على متن الحافلات باعتبار أن وضعهم يسمح بنقلهم فيها".
من جهته، أكد مدير منظومة الإسعاف في ريف حلب الجنوبي بشار ببور وصول ثمانية باصات إلى منطقة خان العسل صباح الثلاثاء وعلى متنها جرحى.
وقال "حالاتهم تعيسة والجميع يعانون من البرد (…)"، مضيفا أنه شاهد "عجوزا ينزل من الباص وهو يرتجف" من شدة البرد.
كما أوضح أنه خلال إجراء تقييم لحالات المدنيين الذين يتم استقبالهم، "يطلب معظمهم الطعام والمياه والبطانيات خصوصا لدى وصولهم خلال ساعات الليل".
وشاهد مراسل فرانس برس من منطقة الراموسة جنوب حلب، حيث تمر الحافلات فور خروجها من شرق حلب، جنودا وضباطا سوريين يمشون في المنطقة وآخرون يتجمعون حول إطارات مشتعلة للتدفئة.
وقال أكرم وهو جندي سوري، "آمل أن يكون اليوم آخر يوم لخروج المسلحين، لأننا موعودين بإجازة واستراحة في حال انتهت العملية اليوم".
ويشمل اتفاق الإجلاء إخراج أربعة آلاف شخص من بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين المواليتين لقوات النظام في محافظة إدلب (شمال غرب)، بالتزامن مع إخراج 1500 آخرين من مدينتي مضايا والزبداني المحاصرتين من قوات النظام في ريف دمشق.
وبحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تم إجلاء "750 شخصاً" من الفوعة وكفريا حتى الآن.
وفي منطقة الراشدين تحت سيطرة الفصائل المعارضة، نقطة تجمع الحافلات الآتية من شرق حلب، شاهد مراسل فرانس برس ثمانية حافلات متوقفة وعلى متنها المئات من المدنيين الآتين من بلدتي الفوعة وكفريا.
وقال مقاتل معارض أن الحافلات تنتظر إجلاء دفعة ثانية من مدينة حلب لتكمل طريقها.
ومع قرب انتهاء عمليات الإجلاء، يستعد النظام السوري لإعلان سيطرته على كامل مدينة حلب، في انتصار يعد الأكبر لدمشق، بدعم رئيس من حليفتها روسيا.انتهى/س
اضف تعليق