اكدت شهادات شيعة فلسطينيين في غزة، تعرضوا للتعذيب من أجهزة حماس الأمنية بتهمة انتمائهم إلى حركة "الصابرين"، فأكد أحدهم أن الأجهزة الأمنية اعتقلته قرب بيته في غزة، وتعرض للصعق بالكهرباء وكسر ركبته جراء ضربه بعنف في أثناء التحقيق معه أربعة أيام قبل إطلاق سراحه. وتكتفي "إيلاف" بإيراد الحروف الأولى لأسماء الذين قدموا شهاداتهم، بناءً على رغبتهم لدواعٍ أمنية.
قال ع.ن: "أمسكني اثنان عرّفا نفسهيما بأنهما من الأمن الداخلي في غزة، واقتاداني إلى السجن، حيث تم تقييدي وتغطية وجهي بكيس، وطلبوا مني أن اعترف بانتمائي إلى حركة الصابرين الشيعية المناصرة لإيران، وسألوني من يمول الحركة ومن هم المسؤولون فيها، كما سألوني عن إيران، وحاولوا انتزاع اعترافات مني بالقوة في أمور أجهلها، وفي كل مرة أجيب بالنفي يصعقونني بالكهرباء ثم يجلدونني بالسوط إلى أن افقد الوعي. وكانوا يسبوننا ويصفوننا بالروافض ويصفونني بالرافضي الكافر، كما كانوا يشتمون أولياءنا وولاية الفقيه وإيران. استمر ذلك أربعة أيام، ثم اطلقوا سراحي من دون اتهام أو محاكمة".
وفي شهادة أخرى، قال ج.أ: "دخل ثلاثة ملثمون إلى بيتي في أحد احياء غزة وقلبوه رأسًا على عقب، ثم دفعوا بزوجتي وأولادي خارجًا وربطوني بكرسي، ثم انهالوا عليّ بالضرب وهم يشتمونني، ويصفونني بالرافضي الكلب الخائن الجبان المتأمر مع ايران، وحققوا معي ثلاث ساعات، وسألوني عن مكان عملي وعن الحسينية التي أصلي فيها أيام الجمعة. ضربوني في كل أنحاء جسدي وقالوا انني انتمي إلى الروافض وعقابي الموت. فهمت منهم أنهم من الأمن الداخلي التابع لحركة حماس. تركوني أنزف مربوطًا بالكرسي إلى أن جاءت زوجتي والجيران واسعفوني، ولا أعرف لماذا تقوم حماس بمثل هذه الامور ضد مواطنين في غزة يعانون ككل الغزيين الحصار الاسرائيلي".
كذلك تحدث م.س: فأفاد بأنه كان عائدًا من الحسينية إلى بيته، وفي أحد الأزقة باغته اثنان من أمن حماس واقتاداه إلى احد المراكز التابعة لحماس، وبدأوا بضربه وتعذيبه متهمين إياه بالتآمر على حماس والعمل على اسقاط نظامها في غزة بالانضمام إلى حركة الصابرين الشيعية الايرانية، "وبعد تعذيب وتنكيل ساعات كسروا ركبتي وألقوني في زقاق قرب بيتي، فخفت أن اذهب إلى المستشفى حتى لا يتم توقيفي مرة أخرى، واستعنت بطبيب من جيراني لمساعدتي".
اضافة الى أن اسماء الشيعة الغزيين المتورطين في حركة الصابرين الإيرانية وصلت إلى أمن حماس من أجهزة استخبارات عربية قبضت على شبكات تجسس ايرانية في بلادها، "وقادت التحقيقات إلى كشف أسماء المتورطين في هذا التنظيم في غزة، الذي تموله إيران، بحسب مصدر كبير في حماس في غزة.
ولم يكن لهذه الحركة أي ظهور علني، لكن في 6 يوليو 2015، ذكرت مصادر صحافيّة أنّ قرارًا صدر على مستويات قيادية في حماس بحظر حركة الصابرين وحلّها، بعد مداولات طويلة ونقاش داخلي تم في نهايته التوصّل إلى هذا القرار، بعد ثبوت تورّط التنظيم بأعمال تخالف عقيدة أهالي غزّة ومنهجهم. وكانت هذه أول إشارة تقريبًا إلى حركة "الصابرين".
من جهة اخرى اعربت منظمة شيعة رايتس ووتش عن استيائها الشديد وادانتها من قيام حركة حماس القابضة على السلطة في قطاع غزة جنوب فلسطين بممارسات طائفية عنصرية تستهدف المسلمين الشيعة الفلسطينين، مطالبة رئاسة الحركة بكف الاجهزة الامنية عن عمليات الترهيب والتضييق التي تمارسها بحق اتباع اهل البيت عليهم السلام القاطنين في القطاع.
وقالت المنظمة في بيان تلقت وكالة النبأ/(الاخبار) نسخة منه، انها تلقت وثائق مرئية وشهادات من قبل ناشطين شيعة في القطاع اكدت على قيام اجهزة امنية تابعة للحركة باعتقال عددا من المواطنين الشيعة فضلا عن ممارسة اعضاء تلك الاجهزة الامنية لعمليات تعذيب جسدية خطيرة مصحوبة بتهديد ووعيد الى جانب ترويع العوائل الشيعة من الاطفال والنساء بشكل مستمر.
ودعت في البيان قيادة حركة حماس لوقف تلك الانتهاكات الخطيرة، وعدم اللجوء للعنف والبلطجة في ترهيب المواطنين الشيعة، وتحمل مسؤوليتها القانونية في حماية المسلمين بكافة مذاهبهم ومعتقداتهم الدينية دون تمييز، سيما تأمين سلامة وحقوق المسلمين الشيعة القاطنين في القطاع.انتهى/س
اضف تعليق