قبيل ساعات من تقديم تقريره الى مجلس الأمن الدولي حول المفاوضات السياسية المعلّقة التي قادها قبل استقالته مؤخراً، كشف المبعوث الدولي السابق إلى اليمن الدبلوماسي المغربي جمال بن عمر لصحيفة "وول ستريت جورنال" الامريكية أن الوصول إلى اتفاق سياسي في اليمن، كان وشيكاً قبل بدء الغارات السعودية مما ساهم في تصلب مواقف الأطراف المتنازعة، مشددا على ان العملية العسكرية السعودية عقدت المسار السياسي.
وقال المبعوث الدولي السابق جمال بن عمر "إن الأطراف السياسية المتنازعة في الیمن کانت على وشك الوصول إلى اتفاق شراکة حین بدأت الغارات السعودية قبل شهر".
ونقلت صحيفة "وول ستریت جورنال" عن بن عمر قوله "إن الحملة السعودية صلبت المواقف في "لحظة مفصلية"، لجهة تشکیل هيئة تنفيذية من شأنها قیادة مرحلة انتقالية في الیمن" مضيفا أن ذلك "سيعقد أي محاولات للتوصل إلى حل". وأوضح هذا الدبلوماسي المغربي "أن الیمنیین کانوا قریبین من التوصل إلى اتفاق یؤسس لتقاسم السلطة بین جميع الأطراف بمن فیهم الحوثيون"، واضاف "إن الحوثیین وافقوا، وفق الاتفاق الذي کان یتبلور، على سحب مقاتليهم من المدن التي سيطروا علیها في الأشهر الثمانية الأخيرة على أن تحل مكانهم قوة حکومیة کانت الأمم المتحدة تعمل على تفاصيلها، في المقابل یکون الرئيس عبد ربه منصور هادي جزءاً من الهيئة التنفيذية التي ستقود المرحلة الانتقالية في البلاد" ، إلا "أن التدخل العسكري السعودي الذي بدأ في 27 آذار ، جعل الحوثیین یتصلبون في موقفهم الرافض أي دور لهادي ، کما تصلبت مواقف الأطراف المدعومة من السعودية والتي رفضت منح الحوثیین السلطة السیاسیة" ، وفق بن عمر.
ومما نقلته الصحيفة الأمیرکیة عن بن عمر قوله: "إن قطر والمغرب کانتا مستعدتين لاستضافة جولة جديدة من المحادثات الیمنیة، لکن بعد انضمامهما إلى التحالف العسكري بقيادة السعودية، رفض الحوثيون هذين المکانین".
کما نقلت الصحيفة الامریکیة عن دبلوماسي رفيع مطلع على المحادثات، "أن السعودیین تدخلوا لمنع اتفاق شراکة، یضم الحوثیین، ویعطي المرأة 30% من مقاعد الحكومة والبرلمان".
وکان المبعوث الدولي "المستقیل" جمال بن عمر، صرّح للصحافیین في 19 نیسان، بحقائق صادمة لمعسكر "عاصفة الحزم"، قائلاً: إن الصراع الدائر في الیمن هو نتيجة مباشرة لمساعي إقصاء الحوثیین من المسار السياسي.
واضاف بعبارات لا لبس فیها بأنه وخلال خدمته في منصبه كمبعوث دولي للیمن، امتدت لنحو ثلاث سنوات، لم یلمس أي دليل على تورط إیران في شؤون الیمن. کما وصف الرئيس الفاقد للشرعية والهارب للسعودية عبد ربه منصور هادي بأنه "وسیط غیر نزیه وعديم الضمير".
وجاءت تصريحات بن عمر مغايرة لمزاعم واشنطن والرياض حول تنامي النفوذ الإیرانی في الیمن والمنطقة، مما یعد أحد اسباب "اقالته" عقب ضغوط سعودية وقطرية على الأمين العام للأمم المتحدة، وتحميله مسؤولة التوصل "لاتفاق السلم والشراكة".
اضف تعليق