شرح المغرد السعودي مجتهد صاحب التسريبات التي كثيرا ما ثبتت صحتها من داخل الديوان الملكي، كواليس وسيناريو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي وضعه لإزاحة الأمير متعب بن عبدالله (آخر عقبة أمامه للوصول لكرسي العرش)، وكيف استعان بعناصر مصرية ومرتزقة بلاك ووتر لتمرير مخططه.
ودون “مجتهد” في تغريدة له بتويتر ما نصه:”بعد إقالة ابن نايف وتحويل كل القوات المسلحة في الداخلية لسلطة ابن سلمان مباشرة لم يبق من القوات المسلحة خارج سلطة ابن سلمان إلا الحرس الوطني”.
وتابع “وقبل أن يتحمس ابن سلمان لإقالة متعب أعاد ترتيب جهاز المباحث بعد أن صار اسمه جهاز أمن الدولة حتى تنتهي أي علاقة للجهاز بالولاءات السابقة”.
وأوضح مجتهد كيف نفذ “ابن سلمان” هذا الأمر عن طريق ملأ جهاز المباحث الجديد بالعناصر المصرية والمرتزقة من بلاك ووتر خاصة في الأجهزة الخلفية التي لا تباشر التعامل مع المعتلقين أو المسجوبين.
وأكد “مجتهد” بالفعل صحة تسريباته، حيث كان قد غرد بتاريخ 25 يوليو الماضي قائلا: “كما علمت مصادر مجتهد أن ابن سلمان حاول إقناع متعب بن عبدالله بالتخلي عن الحرس وتعيين أحد أبنائه فرفض وحذر م ب س من التهور بقرار مثل هذا”
وسبب حرص “ابن سلمان” على ذلك بحسب “مجتهد” هو إزالة آخر عائق “عسكري” متمثلا في الحرس ضد اعتلائه العرش حيث ينفسح الطريق لتنحي والده له واستلامه الملك رسميا.
وكان الأمير “متعب” قد لجأ لخطوتين حينها لحماية نفسه ومنصبه من بطش ابن سلمان.. ذكرهم “مجتهد”:
١) الاحتماء بعمه أحمد بن عبدالعزيز.
٢) ضمان ولاء كبار ضباط الحرس ورفضهم الانصياع لأي قيادة جديدة.
وبالفعل نجح “متعب” في انتزاع وعد من عمه أحمد بدعمه حيث كان أحمد وقتها ضامنا تأييد عدد كبير من العائلة معتقدا أنهم سيقفون معه لو هب لنجدة متعب.
وبعدها أرسل “أحمد” رسالة غير مباشرة لابن سلمان بعدم التهور وإقالة متعب وكان هذا التحذير أحد الأسباب في تأخير قرار إقالة متعب.
ويشير مجتهد أنه لتحييد الأمير أحمد بن عبدالعزيز قام ابن سلمان ببث تحذيرات داخل العائلة أن من يتردد على أحمد أو يتداول معه أي ترتيب يعرض نفسه للخطر ونجح بتقليل من يترددون عليه.
وفيما يخص ضباط الحرس الوطني ذكر “مجتهد” أن “ابن سلمان” لم يكن قلقا من ولائهم لأنهم ممن يعمل بالمثل ” اللّي يتزوج امي اقول له يا عمي” وحتى لو تعهدوا لمتعب بشيء فلن ينفذوه.
وأخيرا حين اطمأن “ابن سلمان” إلى أن ترتيبات أحمد لم تعد ذا قيمة قرر المضي قدما في إقالة “متعب” وأعد العدة حتى تتزامن مع حملته المزعومة على الفساد.
ويرى “مجتهد” أن “ابن سلمان” يريد تحقيق عدة أهداف من هذا التزامن:
١) تبرير احتجاز متعب.
٢) احتجاز من يمكن أن يدعمه من الأمراء.
٣) إرهاب البقية من التحرك.
ويبدو حتى الآن أن خطة “ابن سلمان” نجحت لكن لا يمكن الجزم بذلك لوجود جيوب من العائلة لا تزال لديها رغبة جامحة في الانتقام والتغيير والجميع يترقب.. بحسب وصف “مجتهد”.
وعلقت الصحافة الغربية على خبر إيقاف لجنة مكافحة الفساد بالسعودية 11 أميرا وأربعة وزراء حاليين وعشرات الوزراء السابقين، فيما وصفته إحداها بــ”التطهير الذي لم يسبق له مثيل”.
وتزامنت هذه التوقيفات مع صدور أوامر ملكية بإقالة وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبد الله من منصبه، وتعيين خالد بن عياف عوضا عنه، وإنهاء خدمات قائد القوات البحرية الفريق عبد الله السلطان، وتعيين فهد الغفيلي خلفا له، وإقالة وزير الاقتصاد والتخطيط عادل فقيه وتعيين محمد التويجري بدلا منه.
ونقلت صحيفة لوموند عن عضو معهد بيكر للسياسة العامة في جامعة رايس (تكساس) كريستيان أولريكسن قوله تعليقا على هذا الإجراء: “يبدو أن نطاق ومدى هذه الاعتقالات لم يسبق له مثيل في تاريخ المملكة العربية السعودية الحديث. وإذا تأكد اعتقال الأمير الوليد بن طلال، فإن من شأن ذلك أن يسبب موجة من الصدمات على المستوى الداخلي وكذلك في عالم المال على المستوى الدولي”.
وقالت صحيفة فان مينوت (20 دقيقة) إن حجم “هذا التطهير” الذي لم يسبق له مثيل سيمكن ولي العهد الشاب محمد بن سلمان من تعزيز قبضته على السلطة. انتهى /خ.
اضف تعليق