كشف مندوب روسيا الدائم لدى مقر الأمم المتحدة في جنيف أليكسي بورودافكين عن الأسباب التي تقف وراء فشل الجولة الثامنة من مفاوضات جنيف بشأن التسوية السورية.
وحمل الدبلوماسي الروسي، أثناء مؤتمر صحفي عقده اليوم الجمعة، وفد المعارضة المسؤولة عن فشل المفاوضات، مشددا على أن المشكلة الأساسية تكمن في استمرار المعارضة بطرح شروط مسبقة على طاولة الحوار، لا سيما مطالبها برحيل الرئيس السوري بشار الأسد.
وأكد بورودافكين أن وفد المعارضة وصل إلى جنيف بـ"موقف لا يمكن وصفه بالتفاوضي"، مضيفا أن هذا المنهج للمعارضة يجعل من المستحيل مشاركة وفد الحكومة السورية في الحوار.
وقال المسؤول الروسي إن إنجاح المفاوضات يتطلب أولا إدراك المعارضة ومموليها ضرورة استبعاد مطالب كهذه من أجندتهم.
إلى ذلك، ينبغي على وفد المعارضة، حسب الدبلوماسي الروسي، الامتناع عن استخدام مصطلح "وفد النظام" بالنسبة لوفد الحكومة السورية.
وتابع: "إلى ذلك، يجب التفكير بإضافة عدة نقاط مهمة إلى أجندة المعارضة التفاوضية، بما في ذلك التعبير عن دعمها وجاهزيتها للمشاركة في الصراع المشترك ضد ما تبقى من تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" في الأراضي السورية، وكذلك ضد الفصائل المسلحة الأخرى المتواطئة مع هذين التنظيمين الإرهابيين".
كما دعا المندوب الروسي المعارضة السورية إلى دعم الجهود المبذولة بغية وقف العمليات القتالية وإنشاء ودعم مناطق خفض التوتر، قائلا: "ينبغي أن تؤكد المعارضة في بياناتها بكل وضوح عدم رؤيتها لأي حل عسكري في سوريا وحرصها على العمل على التسوية السياسية".
واستنتج: "لو وصلت المعارضة بهذه المواقف إلى جنيف، لكان من الممكن باعتقادي إجراء اتصالات مباشرة بين الطرفين والمضي قدما نحو إحراز تقدم في المفاوضات".
وثمن بورودافكين الجهود المبذولة من قبل المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا من أجل تحريك التسوية السياسية، لا سيما في إطار الجولة الأخيرة من مفاوضات جنيف، مؤكدا أن طرفي الحوار هما من يتحمل أكبر قدر من المسؤولية عن فشلها.
وأعرب الدبلوماسي عن دعم موسكو للخطوات التي اتخذها دي ميستورا، وخاصة تركيز المفاوضات على محاربة الإرهاب وصياغة الدستور للانتقال لاحقا إلى تنظيم انتخابات تحت الرعاية الأممية، مؤكدا إمكانية إحراز تقدم في هذا الاتجاه.
وقال: "لكن المشكلة تكمن في أننا لا نرى من قبل وفد المعارضة المشكل في الرياض رغبة في بحث هذه المسائل".
إلى ذلك، تطرق المندوب الروسي إلى موضوع مؤتمر "الحوار الوطني السوري" المتوقع عقده قريبا في مدينة سوتشي الروسية، مؤكدا أن هذا المنتدى يهدف إلى إعطاء زخم إيجابي إلى مسار جنيف التفاوضي، مثل ما حققته مفاوضات أستانا.
وقال: "هكذا، ينبغي القول "سوتشي وجنيف"، لا "سوتشي أو جنيف".
وذكر الدبلوماسي أن القوات السورية، بعد القضاء على "داعش" عسكريا في أراضي البلاد، تستطيع التصدي للعدوان الإرهابي بنفسها، مؤكدا أن قدرات الجيش السوري تعززت بدعم من روسيا لهذا الغرض.
وشدد بورودافكين على أن موسكو تبقي عسكرييها في قاعدتي حميميم وطرطوس لمواصلة دعم السوريين في محاربة الإرهاب الدولي، وخاصة تنظيم "جبهة النصرة"، معربا عن جاهزية موسكو لتقديم دعم عسكري للقوات السورية في حال ظهور خطر إرهابي جدي في أراضيها.
في الوقت نفسه، طالب المسؤول الولايات المتحدة بسحب قواتها من سوريا، مشيرا إلى غياب الحاجة إلى تواجدها هناك بعد استئصال "داعش"، وخاصة أن واشنطن تجري عملياتها هناك دون دعوة رسمية من قبل حكومة دمشق.
وأكد بورودافكين أن واشنطن لا تعتزم سحب قواتها من سوريا، على ما يبدو، معربا عن قلق موسكو في هذا الخصوص.
وأشار الدبلوماسي إلى "الاتفاقات الاستراتيجية الشاملة" بشأن سوريا والتي تم التوصل إليها أثناء اللقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب في دانانغ الفيتنامية في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قائلا: "ثمة مسائل تختلف مواقفنا بشأنها، لكننا نأمل في تطوير تعاوننا على الصعيد السياسي والعسكري على حد سواء". انتهى /خ.
اضف تعليق