كشفت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية، عن سيطرة الحوثيون بالفعل على جزء من الأراضي السعودية، يقدر بنحو 100 ميل مربع.
جاء ذلك في تحليل للصحيفة تحت عنوان "القصة الحقيقية لما يحدث في اليمن"، كتبه سيمون هندرسون، مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.
وقالت الصحيفة إنه "منذ اندلاع الحرب قبل ما يقرب من ثلاث سنوات، حاول تحالف تقوده السعودية والإمارات إعادة حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي المستقيلة، الذي يعيش في الرياض، وسرعان ما استولت القوات الإماراتية، بمساعدة من المرتزقة الكولومبيين، على مدينة عدن الساحلية الجنوبية، ولكن الحوثيين تمكنوا من السيطرة على العاصمة صنعاء، و20% من مساحة البلاد، يعيش بها 80% من السكان (البالغ إجمالا 27 مليون)".
وتابعت أن "التقدم الوحيد الذي أحرزته القوات السعودية على طول الحدود الشمالية هو الاستيلاء على جيب صغير من الأراضي اليمنية بالقرب من ساحل البحر الأحمر، ولكن الواقع العسكري العام عكس ذلك".
وأوضحت أن "الحوثيين يسيطرون فعليا على قطاع من الأراضي السعودية على بعد عدة أميال عميقة على طول الحدود، من مقابل مدينة جازان إلى نجران، نحن نتحدث عن 100 ميل مربع من المملكة، وربما أكثر، وهناك بعض الجدل حول ما إذا كانت تلك المساحة يمكن وصفها بأنها محتلة أم لا، فأحيانا يقوم الجيش السعودي بغزوه".
وأشارت الصحيفة إلى أن "تقييمات أداء الجيش السعودي، تتراوح بين ضعيفة ومهينة ومروعة".
ووفق ذا هيل، كانت هناك فرصة لتحقيق انتصار سعودي في اليمن الشهر الماضي، عندما انفصل تحالف الحوثي/صالح، إثر نشوب معارك بينهما أسفرت عن مقتل الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، غير أن التوترات الأخرى أدت إلى الخلط بين هذه الفرصة.
وكشفت الصحيفة أن "السعودية والإمارات لديهما وجهات نظر مختلفة حول فائدة مواصلة دعم هادي، ففي نهاية الأسبوع الماضي، شكل نشطاء يمنيون جنوبيون في عدن، الدعم الضمني لدولة الإمارات، مجلسا جنوبيا انتقاليا، وتعهدوا بالإطاحة بحكومة هادي، لكن مسؤول سعودي وصف هذا الإعلان بأنه غير مقبول".
وفي السياق ذاته، قالت الصحيفة إنه "يبدو أن سلطنة عمان، التي تقع على حدود السعودية والإمارات واليمن على حد سواء، تمثل لاعبا مهما في الواقع، ومن المتوقع أن يكون هذا هو الطريق العابر للتكنولوجيا العسكرية الإيرانية الموجهة للقوات الحوثية، ما إذا كان السلطان قابوس العماني قد سمح لهذه التجارة عمدا".
وأشارت إلى أن "السلطان البالغ من العمر 77 عاما يشعر بالغضب إزاء ما يعتبره الحماقة السعودية والإماراتية في التدخل في اليمن".
ويشهد اليمن حربا مدمرة تشنها السعودية والامارات منذ نحو 3 أعوام.
وخلفت هذه الحرب أوضاعا إنسانية وصحية صعبة، جعلت قرابة 21 مليون يمني (80% من السكان) بحاجة إلى مساعدات، وأدت إلى تفشي الأوبئة وإغلاق عدد كبير من المرافق الصحية في البلاد التي تعد من أفقر دول العالم. انتهى /خ.
اضف تعليق