تحدثت صحيفة إسرائيلية، اليوم الخميس، عن التطورات المحتملة، بعد فرض الولايات المتحدة سلسلة عقوبات على إيران، مضيفة أنها "قد تعزز من قوة طهران".
وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في مقال أعده الكاتب تسفي برئيل، إنه بدأ العد التنازلي لفرض الحزمة الثانية من العقوبات على إيران، التي تعد الأشد، بعد فرض الولايات المتحدة الحزمة الأولى منها بوقت سابق.
وذكرت الصحيفة، أن الحزمة الثانية من العقوبات، التي سيكون تركيزها على "النفط الإيراني"، سيتأثر بها ولا ينتظرها دول عدة مثل: كوريا الجنوبية، واليابان، والدول الأوروبية، التي بدأت منذ الآن بتقليص شرائها للنفط الإيراني، حيث سجل شهر تموز/ يوليو انخفاضا لأكثر من 7 في المئة من عموم الصادرات النفطية الإيرانية.
وأشارت إلى أنه من المتوقع أن تفقد إيران بين نصف مليون ومليون برميل نفط في اليوم، من أصل 2.5 مليون تصدرها يوميا.
وتوقعت الصحيفة بأن تواصل الهند شراء كميات غير كبيرة من النفط الإيراني، على الرغم من تقليص شرائه، كما أن روسيا وتركيا قررتا عدم الانضمام إلى العقوبات الأمريكية.
وأضافت أن سلطنة عمان ودولة قطر ستشكلان نقطة مخرج لأسواق النفط الإيرانية، على الرغم من علاقتهما في الولايات المتحدة، إلا أنهما تعارضان سياسة المقاطعة التي فرضتها دول الخليجية، خاصة السعودية على إيران، بالإضافة بأن قطر تعيش تحت حصار دول خليجية، اضطرت إلى استخدام النقل البحري الإيراني والتركي لتجاوز حصارها.
ولفتت الصحيفة إلى أن تركيا تستورد 50 في المئة من حاجتها للنفط من إيران، في حين أنها توفر الكميات الأخرى من العراق، وروسيا، والكويت، والسعودية، وإن قررت تركيا بخلاف موقفها الحالي، للانضمام إلى العقوبات الأمريكية، فإنها ستتوجه إلى النفط الروسي.
وأشارت إلى أنه قبل العقوبات تصدر إيران إلى الصين نحو 27 في المئة من إجمالي صادراتها النفطية، وبقدر تقليص صادرات النفط الإيرانية، ستزداد معدل تصديره إلى الصين، واتساع النصيب الصيني من إجمالي الصادرات الإيرانية، يشكل قوة لإيران في مواجهة الولايات المتحدة.
ولفتت كذلك إلى الاتفاقيات التي وقعت مؤخرا بين روسيا والصين، التي تتضمن رزمة استثمارات تصل إلى 30- 50 مليار دولار، ما تشكل لروسيا أنبوبا تسويقيا للنفط الإيراني، ما يتيح لإيران من خلال روسيا الوصول إلى السوق الحرة، لتتجاوز العقوبات
أما التوقع الآخر والمتعلق بأسعار النفط، فمن المتوقع بحسب الصحيفة، أن ترتفع في أعقاب العقوبات، لتصل بين 120 إلى 250 دولارا للبرميل الواحد، إلا أن بعض التقديرات تعتقد بأنه لن يكون تأثيرا حقيقيا في الأسعار، في ظل التزام السعودية بتعويض فارق الإنتاج الناتج عن تقليص الصادرات الإيرانية، ما سيجعل الرياض صاحبة بسطة كبيرة على أسعار سوق النفط العالمية، سواء ارتفعت أو بقيت في مستواها الحالي.
وختمت الصحيفة بالقول، إنه وفقا للمعطيات والتقديرات، يتضح بأن إيران ستصبح مركز نفوذ اقتصادي دولي، يمكن أن يعيد رسم ميزان القوى، خاصة بعد العقوبات الأمريكية عليها.
فيما تقول صحيفة التايمز البريطانية إن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة يوم الاثنين ستضيف لحالة الضيق اليومية التي يعيشها الإيرانيون، مشيرة إلى أن الكثير من الإيرانيين سيحملون حكومة الرئيس حسن روحاني المسؤولية عن الوضع بدلا من واشنطن.
وتلفت الافتتاحية إلى أن المتظاهرين هتفوا في مسيراتهم متسائلين عن الأموال التي تم تحويلها لتمويل الحرب في سوريا وحزب الله اللبناني بدلا من إنفاقها على تحديث البلاد، عندما وقعت الحكومة اتفاقا دوليا عام 2015 للحد من نشاطاتها النووية، ووعدت بالإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة، إلا أن الكثير من الطلاب والعمال عبروا عن غضبهم لتضييع الحكومة هذه الفرصة.
وتفيد الصحيفة بأن العقوبات تستهدف صناعة السيارات، وتجارة الذهب، والتبادل بالعملات الأجنبية، وعددا من النشاطات الاقتصادية، تتراوح من تصدير السجاد إلى استيراد الطائرات.
وترى الافتتاحية أن "إلغاء الرخص التي تسمح لطهران بشراء الطائرات الأمريكية والأوروبية قد يكون رمزيا، فإسطول الخطوط الجوية الإيرانية عاجز، ولديه سجل فقير في معايير السلامة، لكن الحكومة الإيرانية استطاعت توقيع اتفاق لشراء خمس طائرات ركاب و80 طائرة بوينغ قبل بدء سريان العقوبات".
وتنوه الصحيفة إلى أن "المظاهر التي شجعت إدارة باراك أوباما على توقيع الاتفاقية مع الأوروبيين وروسيا والصين كانت تفترض أنها ستضع حدا للقنبلة النووية، وتوقف حملات التخريب التي تقوم بها إيران في المنطقة، إلا أن مظاهر القصور في الاتفاقية بدت واضحة؛ لأنها لم تشمل برامج الصواريخ الباليستية، وشعر الحرس الثوري بأن لديه صكا على بياض لدعم نظام الأسد وتمويل الجماعات الإرهابية". انتهى/خ.
اضف تعليق