مع تقدم الجيش السوري في كل الجبهات، يعود الكيان الاسرائيلي عبر ذراع مخابراته (الموساد)، لتنفيذ عمليات الاغتيال للعقول السورية؛ وكان آخر هذه العمليات اغتيال العالم عزيز اسبر في ريف حماة بعد تفخيخ سيارته الخاصة مما ادى الى مقتله ومرافقه في هذا الانفجار.
صحيفة نيويورك تايمز الامريكية كشفت في تقرير نقلا عن مصادر خاصة بها أن الموساد الاسرائيلي هو من قام باغتيال عالم سوري بارز.
ووفقًا لوكالة أسوشيتد برس، كتبت نيويورك تايمز في تقرير لها عن اغتيال العالم السوري عزيز إسبر، وهو عالم صواريخ سوري ذو قيمة عالية، عازم على جمع ترسانة من الصواريخ الدقيقة التي يمكن أن تستهدف بدقة عالية على بعد مئات الأميال من الأراضي المحتلة، وكان مشغولا في بناء بندقية آلية تحت الأرض بدلا من منشأة دمرتها الهجمات الإسرائيلية العام الماضي.
وبعد اغتيال إسبر، أشارت سوريا وحزب الله اللبناني على الفور ان التهم موجهة الان إلى الكيان الإسرائيلي، وفي هذه الحالة، هذا الامر يتفق تماما مع الأدلة.
ووفقا لمسؤول استخبارات طلب عدم الكشف عن هويته، كان الموساد يراقبه منذ فترة طويلة.
الصحفي الإسرائيلي المعروف بقربه من الإستخبارات العسكرية ألون بن دايفيد أعلن في تحليل للقناة العاشرة يوم الإثنين الماضي أن "تنفيذ عمليات الاغتيال في سوريا يختلف عن مناطق أخرى كدولة تونس أو ماليزيا، حيث أن عمليات الاغتيال في سوريا ليست بالأمر البسيط ويتطلب تنسيقا كبيرا من جهات وعناصر من داخل الأراضي السورية".
ووصف بن دايفيد العالم السوري عزيز إسبر بـ"الشخصية التي أزعجتنا كثيراً وأرقت مضاجعنا"، موضحاً أن الحديث يدور عن شخصية بارزة في الصناعات العسكرية التابعة للجيش السوري، حيث يعتبر الشخص رقم 3 في الصناعات العسكرية السورية، فضلاً عن دوره في مساعدة الإيرانيين في بناء وتجهيز صواريخ دقيقة على الأراضي السورية واللبنانية، وفق تعبيره.
صحيفة "يديعوت أحرونوت" نشرت مقالة لـ"رونين برغمان" جاء فيه: "كانت لإسرائيل كل الأسباب في العالم لرغبتها في رؤية إسبر ميتا".
على كل حال، ليس هناك حاجة لاعتراف إسرائيلي، أو اكتشاف أدلة حسية تثبت من يقف وراء عملية اغتيال الدكتور عزيز إسبر. المؤكد أنه يأتي في سياق الاعتداءات الإسرائيلية ضد سوريا وعلى الاراضي السورية، بهدف منع اعادة بناء وتطوير قدراتها العسكرية والصاروخية. ولن يغير من التقدير ما إن كان المنفذ يتحدث اللغة العربية أو العبرية أو الانكليزية. فالهدف والسياق والتوقيت، يشكل "بصمات" دالة على خلفية وأهداف هذه الضربة المؤلمة.
وتندرج هذه العملية الأمنية، ضمن اطار "المعركة بين الحروب"، التي يخوضها الكيان الاسرائيلي ضد كل ما له صلة بالقدرات الصاروخية المتطورة. لكنها هذه المرة تختلف في التكتيك وتستهدف حصرا أحد أهم العلماء ذات الصلة بتطوير القدرات الصاروخية التي تهدف إلى استعادة سوريا الندية العسكرية والردع المتبادل الذي كانت تتمتع به قبل بدء الحرب السورية.
عادة ما تهدف الرسائل والمواجهات التي يشنها الكيان الاسرائيلي إلى تطويع ارادة الطرف المقابل. وهو ما يندرج تحت مفهوم الردع، لكن مشكلة "إسرائيل" أن كل رسائلها التهويلية والعملياتية مع الرئيس بشار الأسد، لم تجد نفعا. فاكتشفت "تل ابيب" بالتجربة الملموسة تصميم القيادة السورية على مواصلة طريق استعادة وتطوير قدرات سوريا الردعية. أمام هذا الواقع المعقد، وجدت نفسها ملزمة بانتهاج خيار استهداف القدرات نفسها للحؤول دون تراكمها وتطورها وهو ما نشهده من فترة إلى اخرى.
هذا هو شكل المرحلة المقبلة من المواجهة، علماً أنه كما تطور النقاش الإسرائيلي سابقاً في فرضية توسيع القصف الجوي ليشمل أهداف خارج سوريا، من المتوقع أن لا يكتفي الكيان الاسرائيلي بالساحة السورية لـ"تصفية حساباته"، خاصة وأن مرحلة الأعمال العسكرية في سوريا في طور الإنكماش رويداً رويداً، وبالتالي فإن تل أبيب ستجد نفسها عاجلًا أم آجلاً بحاجة إلى وسيلة جديدة تشحن بها بطاريات ردعها.
وحدة "كيدون" للإغتيالات
هذا الأمر يعيد إلى الأذهان وحدة (كيدون)، التابعة للموساد والتي تنعت بوحدة القتلة والاغتيالات، التي نفذت ما يقارب 50 عملية اغتيال والتي يواصل الموساد التكتم على تفاصيلها.
وتتكون هذه الوحدة من بضع عشرات من الرجال والنساء (40 عنصرا)، الذين خضعوا لتدريب دقيق وواسع في العديد من المجالات، مثل التدريبات على الأسلحة والمتفجرات والكفاءة حتى في قيادة أنواع مختلفة من المركبات، وأيضا الدراجات النارية. انتهى/خ.
اضف تعليق