حذر مسؤول عسكري إيراني كبير الولايات المتحدة من اعتراض سفينة مساعدات إيرانية في طريقها إلى اليمن، وذلك غداة مطالبة واشنطن لطهران بتسليم المساعدات إلى الأمم المتحدة.
وألمح الجنرال مسعود جزائري، المسؤول الثاني في القوات المسلحة الإيرانية، إلى أن إيران تعتزم إيصال المساعدات إلى مرفأ يمني وليس عبر المنصة التي أقامتها الأمم المتحدة في جيبوتي، قبالة سواحل اليمن.
وأكد مسؤولون إيرانيون أن السفينة تتجه نحو مرفأ الحديدة (غرب).
وصرح جزائري في مقابلة بثتها قناة العالم مساء الثلاثاء أن "ضبط النفس الإيراني له حدود"، وذلك في الوقت الذي دخلت فيه هدنة حيز التنفيذ في اليمن.
وأضاف جزائري أن "على السعودية وساستها الجدد وعلى أمريكا والآخرين أيضا أن يعلموا أن محاولة خلق المتاعب للجمهورية الإسلامية الإيرانية على صعيد إيصال المساعدات لدول المنطقة قد تقود إلى إشعال نار سيكون احتواؤها خارجا عن سيطرتهم".
وأعرب جزائري عن أمله في أن تصل المساعدات إلى اليمنيين "وهي الحد الأدنى مما هو مطلوب".
وعززت البحرية الأمريكية تواجدها في مياه الخليج بعد أن احتجزت إيران سفينة ترفع علم جزر المارشال في المضيق المهم، إلا أن السلطات الإيرانية أخلت سبيل السفينة وقالت إن سبب احتجازها خلاف مالي مع مجموعة مايرسك الدنماركية المستأجرة للسفينة.
بدوره حذر اليمن يوم الأربعاء من أنه إذا لم تسمح إيران بتفتيش سفينة شحن متجهة إلى أحد موانيه في حراسة عسكرية فإنها تتحمل المسؤولية كاملة عن أي حادث ينجم عن محاولتها دخول المياه اليمنية.
وقالت إيران في وقت سابق يوم الأربعاء إنها لن تسمح لقوات التحالف الذي تقوده السعودية بتفتيش السفينة التي تقول طهران إنها تحمل مساعدات إنسانية. وغادرت السفينة إيران يوم الاثنين وترافقها سفن حربية إيرانية.
وينفذ التحالف الذي تقوده السعودية والمدعوم من الولايات المتحدة ضربات جوية ضد الحوثيين ووحدات الجيش المؤيدة للرئيس السابق علي عبد الله صالح منذ 26 مارس آذار بهدف اعادة تثبيت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وفرض التحالف تفتيش كل السفن التي تدخل اليمن في محاولة لمنع تهريب السلاح لجماعة الحوثي التي تسيطر على أجزاء كثيرة في البلاد.
وتتهم السعودية طهران بتسليح الحوثيين الشيعة وهي تهمة تنفيها ايران.
وشكت إيران يوم الثلاثاء إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من أن قوات التحالف الذي تقوده السعودية يعرقل محاولاتها إرسال مساعدات إلى اليمن.
وقال سفير إيران لدى الأمم المتحدة غلام على خوشرو في رسالة إلى مجلس الأمن في وقت متأخر يوم الثلاثاء واطلعت رويترز على نسخة منها "حاولت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بكل السبل تخفيف معاناة الشعب اليمني المتضرر وهي جهود أحبطتها في الغالب قوات التحالف."
وأضاف قوله في الرسالة "في الواقع أثر تدمير قوات التحالف للبنية التحتية للنقل في اليمن تأثيرا سلبيا على توصيل المساعدات الإنسانية."
وقد بدأ يوم الثلاثاء سريان هدنة مدتها خمسة أيام لتسهيل توصيل المساعدات الإنسانية إلى اليمن ويبدو أنها صامدة بوجه عام. وتقول الأمم المتحدة ان نحو 12 مليون شخص في اليمن يحتاجون إلى المساعدة.
وكانت الولايات المتحدة حثت طهران على إعادة توجيه سفينتها إلى جيبوتي حيث تقوم الأمم المتحدة بتنسيق اعمال توزيع المساعدات.
اضف تعليق